البــدايـــة

القــرآن الكـريــم

الحديث النبوي الشريف

المكتبـه العـامـــه

المكتبـــــة العـــــامـــه

الخــلافـــة العبــاســـــيـة

 

القرن الثاني
القرن الثالث
القرن الرابع

القرن الخامس

القرن السادس
القرن السابع
القرن الثامن
نبذة عن بالأندلس
الدولة العبيدية
دولة بني طبابا
الدولة الطبرستانية
الفتن في كل قرن

الناصر لدين الله الظاهر بأمر الله المستنصر بالله المستعصم عبد الله
المستنصر بالله أحمد لحاكم بأمر الله  شرح حال التتاروقائعهم  

  المستنصر بالله منصور بن الظاهر بأمر الله 623 هـ ـ 640هـ
المستنصر بالله : أبو جعفر منصور بن الظاهر بأمر الله .
ولد في صفر سنة ثمان و ثمانين و خمسمائة ، و أمه جارية تركية .
قال ابن النجار : و بويع بعد موت أبيه في رجب سنة ثلاث و عشرين و ستمائة ، فنشر العدل في الرعايا ، و بذل الإنصاف في القضايا ، و قرب أهل العلم و الدين ، و بنى المساجد و الربط و المدارس و المارستانات ، و أقام منار الدين ، و قمع المتمردة ، و نشر السنن ، و كف الفتن ، و حمل الناس على أقوم سننن ، و قام بأمر الجهاد أحسن قيام ، و جمع الجيوش لنصرة الإسلام ، و حفظ الثغور ، و افتتح الحصون .
وقال الموفق عبد اللطيف : بويع أبو جعفر فسار السيرة الجميلة ، و عمر طرق المعروف الدائرة ، و أقام شعار الدين ،و منار الإسلام ، و اجتمعت القلوب على محبته ، و الألسن على مدحه ، و لم يجد أحد من المتعنتة فيه معاباً .
و كان جدة الناصر يقربه و يسميه القاضي لهداه و عقله و إنكار ما يجده من المنكر .
و قال الحافظ زكي الدين عبد العظيم المنذري : كان المستنصر راغباً في فعل الخير ، مجتهداً في تكثير البر ، و له في ذلك آثار جميلة ، و أنشأ المدرسة المستنصرية ، و رتب فيها الرواتب الحسنة لأهل العلم .
و قال ابن واصل : بنى المستنصر على دجلة من الجانب الشرقي مدرسة ما بني على وجه الأرض أحسن منها ، و لا أكثر منها و قوفاً ، و هي بأربعة مدرسين على المذاهب الأربعة ، و عمل فيها مارستاناً ، و رتب فيها مطبخاً للفقهاء ، و مزملة للماء البارد ، و رتب لبيوت الفقهاء الحصر ، و البسط ، و الزيت ، و الورق ، و الحبر ، و غير ذلك ، و للفقيه بعد ذلك في الشهر ديناراً ، و رتب لهم حماماً ، و هو أمر لم يسبق إلى مثله ، و استخدم عساكر عظيمة لم يستخدم مثلها أبوه و لا جده ، و كان ذا همة عالية ، و شجاعة ، و إقدام عظيم ، و قصدت التتار البلد ، فلقيهم عسكره ، فهزموا التتار هزيمة عظيمة ، و كان له أخ يقال له الخفاجي فيه شهامة زائدة ، و كان يقول : لئن وليت لأعبرن بالعسكر نهر جيحون ، و آخذ البلاد من أيدي التتار و استأصلهم ، فلما مات المستنصر لم الدويدار و لا الشرابي تقليد الخفاجي خوفاً منه ، و أقاما ابنه أبا أحمد للينه و ضعف رأيه ليكون لهم الأمر ليقضي الله أمراً كان مفعولاً من هلاك المسلمين في مدته ، و تغلب التتار ، فإنا لله و إنا إليه راجعون .
قال الذهبي ، و قد بلغ ارتفاع وقوف المستنصرية في العام نيفاً و سبعين ألف مثقال ، و كان ابتداء عمارتها في سنة خمس و عشرين ، و تمت في سنة إحدى و ثلاثين ، و نقل إليها الكتب و هي مائة و ستون حملاً من الكتب النفسية ، و عدد فقهائها مائتان و ثمانية و أربعون فقيهاً من المذاهب الأربعة ، و أربعة مدرسين ، و شيخ حديث ، و شيخ نحو ، و شيخ طب ، و شيخ فرائض ، و رتب فيها الخبز و الطبيخ ، و الحلاوة ، و الفاكهة ، و جعل فيها ثلاثين يتيماً ، و وقف عليها ما لا يعبر عنه كثرة ـ ثم سرد الذهبي القرى و الرباع الموقوفة عليها ـ و قال : و فتحت يوم الخميس في رجب ، و حضر القضاة و المدرسون و الأعيان و سائر الدولة ، و كان يوماً مشهوداً .
و من الحوادث في أيام المستنصر : في سنة ثمان وعشرين أمر الملك الأشراف صاحب دمشق ببناء دار الحديث الأشرفية ، و فرغت في سنة ثلاثين .
و في سنة اثنتين و ثلاثين أمر المستنصر بضرب الدراهم الفضية ليتعامل بها بدلاً عن قراضة الذهب ، فجلس الوزير و أحضر الولاة و التجار و الصيارفة ، و فرشت الأنطاع ، و أفرغ عليها الدراهم . و قال الوزير : قد رسم مولانا أمير المؤمنين لمعاملتكم بهذه الدراهم ، عوضاً عن قراضة الذهب رفقاً بكم و إنقاذاً لكم من التعامل بالحرام من الصرف الربوي ، فأعلنوا بالدعاء ، ثم أديرت بالعراق ، و سعرت كل عشرة بدينار ، فقال الموفق أبو المعالي القاسم بن أبي الحديد :
لا عدمنا جميل رأيك فينا       أنت باعدتنا عن التطفيف
و رسمت اللجين حتى ألفتاه       و ما كان قبل بالمألوف
ليس للجمع كان منعك للصر       ف و لكن للعدل و التعريف
و في سنة خمس و ثلاثين و ستمائة ولي قضاء دمشق شمس الدين أحمد الجوني ، و هو أول قاضي رتب الشهود بالبلد ، و كان قبل ذلك يذهب الناس إلى بيوت العدول يشهدونهم .
و فيها مات الإخوان السلطان الأشرف صاحب دمشق ، و الكامل صاحب مصر بعده بشهرين ، و تسلطن بمصر ولد الكامل قلامة و لقب العادل ، ثم خلع و تملك أخوه الصالح أيوب نجم الدين .
و في سنة سبع و ثلاثين و ستمائة ، ولي خطابة دمشق الشيخ عزالدين بن عبد السلام ، فخطب خطبة عرية من البدع ، و أزال الأعلام المذهبة ، و أقام هو عوضها سوداً بأبيض ، و لم يؤذن قدامه سوى مؤذن واحد . و فيها رسول الأمين الذي تملك اليمن نور الدين عمر بن علي بن رسول التركماني إلى الخليفة يطلب تقليد السلطنة باليمن بعد موت الملك المسعود ابن الملك الكامل ، و بقي الملك في بيته إلى سنة خمسة و ستين و ثمانمائة .
و في سنة تسع و ثلاثين و ستمائة بنى الصالح صاحب مصر المدرسة التي بين القصرين و القلعة التي بالروضة ، ثم أخرب غلمانه القلعة المذكورة سنة إحدى و خمسين و ستمائة .
و في سنة أربعين و ستمائة توفي المستنصر يوم الجمعة عاشر جمادى الآخرة ، و رثاه الشعراء ، فمن ذلك قول صفي الدين عبد الله بن جميل .
و من مناقب المستنصر أن الوجيه القيرواني مدحه بقصيدة يقول فيها :
لو كنت في يوم السقيفة حاضراً       كنت المقدم و الإمام الأورغا
فقال له قائل بحضرته : أخطأت قد كان حاضراً العباس جد أمير المؤمنين ، و لم يكن المقدم إلا أبو بكر ، فأقر ذلك المستنصر و خلع على قائل ذلك خلعة ، و أمر بنفي الوجيه فخرج إلى مصر ، حكاها الذهبي .
و ممن مات في أيام المستنصر من الأعلام : الإمام أبو القاسم الرافعي ، و الجمال المصري ، و ابن معزوز النحوي ، و ياقوت الحموي ، و السكاكي صاحب [ المفتاح ] ، و الحافظ أبو الحسن بن القطان ، و يحيى بن معطي صاحب [ الأليفة ] في النحو ، و الموفق عبد اللطيف البغدادي ، و الحافظ أبو بكر بن نقطة ، و الحافظ عزالدين علي بن الأثير صاحب [ التاريخ ، و الأنساب ، و أسد الغابة ] ، و ابن عتبي الشاعر و السيف الآمدي ، و ابن فضلان ، و عمر بن الفرض صاحب التائية ، و الشهاب السهرودي صاحب [ عوارف المعارف ] ، و البهاء بن شداد ، و أبو العباس العوفي صاحب المولد النبوي ، و العلامة أبو الخطاب بن دحية ، و أخوه أبو عمرو ، و الحافظ أبو الربيع بن سالم صاحب [ الاكتفاء ] في المغازي ، و ابن الشواء الشاعر ، و الحافظ زكي الدين البرزالي ، و الجمال الحصري شيخ الحنفية ، و الشمس الجوبي ، و الحراني ، أبو عبد الله الزيني ، و أبو البركات ابن المستوفي ، و الضياء بن الأثير صاحب [ المثل السائر ] ، و ابن عربي صاحب [ الفصوص ] ، و الكمال بن يونس شارح [ التنبيه ] ، و خلائق آخرون .      

 
 
 

يتبع لطفا"

 
 
 
 

 

.Powered by Braaum Modern Programming Est

Copy©2001 aslmna.com All Rights reserved webmaster@aslmna.com   .