البــدايـــة

القــرآن الكـريــم

الحديث النبوي الشريف

المكتبـه العـامـــه

المكتبـــــة العـــــامـــه

الخــلافـــة العبــاســـــيـة

 

القرن الثاني
القرن الثالث
القرن الرابع

القرن الخامس

القرن السادس
القرن السابع
القرن الثامن
نبذة عن بالأندلس
الدولة العبيدية
دولة بني طبابا
الدولة الطبرستانية
الفتن في كل قرن

الناصر لدين الله الظاهر بأمر الله المستنصر بالله المستعصم عبد الله
المستنصر بالله أحمد لحاكم بأمر الله  شرح حال التتاروقائعهم  

الحاكم بأمر الله أحمد بن الحسن بن أبي بكر بن الحسن 661هـ ـ 701هـ
الحاكم بأمرالله : أبو العباس أحمد بن أبي علي الحسن بن أبي بكر بن الحسن بن علي القبي ـ بضم القاف و تشديد الباء الموحدة ـ ابن الخليفة المسترشد بالله بن المستظهر بالله .
كان اختفى وقت أخذ بغداد و نجا ، ثم خرج منها و في صحبته جماعة ، فقصد حسين ابن فلاح أمير بني خفاجة ، فأقام عنده مدة ، ثم توصل مع العربي إلى دمشق ، و أقام عند الأمير عيسى بن مهنأ مدة ، فطالع به الناصر صاحب دمشق ، فأرسل يطلبه فبغته مجيء التتار ، فلما جاء الملك المظفر دمشق سير في طلبه الأمير قلج البغدادي ، فاجمع به و بايعه بالخلافة ، و توجه في خدمته جماعة من أمراء العرب ، فافتتح الحاكم غانة بهم ، و الحديثة ، و هيت ، و الأنبار ، و صاف التتار ، و انتصر عليهم ، ثم كاتبه علاء الدين طيبرس نائب دمشق يومئذ و الملك الظاهر يستدعيه ، فقدم دمشق في صفر ، فبعثه إلى السلطان ، و كان المستنصر بالله قد سبقه بثلاثة أيام إلى القاهرة ، فما رأى أن يدخل إليها خوفاً من أن يمسك ، فرجع إلى حلب فبايعه صاحبها و رؤساؤها منهم عبد الحليم بن تيمية ، و جمع خلقاً كثيراً ، و قصد غانة ، فلما رجع المستنصر وافاه بغانة ، فانقاد الحاكم له و دخل تحت طاعته ، فلما عدم المستنصر في الوقعة المذكورة في ترجمته قصد الحاكم الرحبة و جاء إلى عيسى بن مهنأ ، فكاتب الملك الظاهر بيبرس فيه ، فطلبه ، فقدم إلى القاهرة و معه ولده و جماعة ، فأكرمه الملك الظاهر ، و بايعوه بالخلافة ، و امتدت أيامه ، و كانت خلافته نيفاً و أربعين سنة ، و أنزله الملك الظاهر بالبرج الكبير بالقلعة و خطب بجامع القلعة مرات .
قال الشيخ قطب الدين في يوم الخميس ثامن المحرم سنة إحدى و ستين جلس السلطان مجلساً عاماً ، و حضر الحاكم بأمر الله راكباً إلى الإيوان الكبير بقلعة الجبل ، و جلس مع السلطان ، و ذلك بعد ثبوت نسبه ، فأقبل عليه السلطان و بايعه بإمرة المؤمنين ، ثم أقبل هو على السلطان و قلده الأمور ، ثم بايعه الناس على طبقاتهم ، فلما كان من الغد يوم الجمعة خطب خطبة ذكر فيها الجهاد و الإمامة ، و تعرض إلى ما جرى من هتك حرمة الخلافة ، ثم قال : و هذا السلطان الملك الظاهر قد قام بنصر الإمامة عند قلة الأنصار ، و شرد جيوش الكفر بعد أن جاسوا خلال الديار ، و أول الخطبة : الحمد لله الذي أقام لآل العباس ركناً و ظهيراً ، ، ثم كتب بدعوته إلى الآفاق .
و في هذه السنة و بعدها تواتر مجيء جماعة من التتار مسلمين مستأمنين ، فأعطوا أخباراً و أرزاقاً ، فكان ذلك مبدأ كفاية شرهم .
و في سنة اثنتين و ستين فرغت المدرسة الظاهرية بين القصرين ، و ولى بها تدريس الشافعية التقي ابن رزين ، و تدريس الحديث الشرف الدمياطي .
و فيها زلزلت مصر زلزلة عظيمة .
و في سنة ثلاث و ستين انتصر سلطان المسلمين بالأندلس أبو عبد الله بن الأحمر على الفرنج ، و استرجع من أيديهم اثنتين و ثلاثين بلداً : من جملتها إشبيلية و مرسية .
و فيها كثر الحريق بالقاهرة في عدة مواضع ، و وجد لفائف فيها النار و الكبريت على الأسطحة .
و فيها حفر السلطان بحر أشمون ، و عمل فيه بنفسه و الأمراء .
و فيها مات طاغية التتار هلاكو ، و ملك بعده ابنه أبغا .
و فيها سلطن السلطان ولده الملك السعيد و عمره أربع سنين ، و ركبه بأبهة الملك في قلعة الجبل ، و حمل الغاشية بنفسه بين يديه ولده من باب السر إلى باب السلسلة ، ثم عاد و ركب إلى القاهرة و الأمراء مشاة بين يديه .
و فيها جدد بالديار المصرية القضاة الأربعة ، من كل مذهب قاض ، و سبب ذلك توقف القاضي تاج الدين ابن بنت الأعز عن تنفيذ كثير من الأحكام ، و تعطلت الأمور ، و أبقى للششافعي النظر في أموال الأيتام ، و أمور بيت المال ، ثم فعل ذلك بدمشق .
و في رمضان منها حجب السلطان الخليفة ، و معه الناس لكون أصحابه كانوا يخرجون إلى البلد و يتكلمون في أمر الدولة .
و في سنة خمس و ستين و ستمائة أمر السلطان بعمل الجامع بالحسنية ، و تم في سنة سبع و ستين ، و قرر له خطيب حنفي .
و في سنة أربع و سبعين وجه السلطان جيشاً إلى النوبة و دنقلة ، فانتصروا و أسر ملك النوبة ، و أرسل به إلى الملك الظاهر ، و وضعت الجزية على أهل دنقلة ، و لله الحمد .
قال الذهبي : و أول ما غزيت النوبة في سنة إحدى و ثلاثين من الهجرة ، غزاها عبد الله بن أبي سرح في خمسة آلاف فارس ، و لم يفتحها ، فهادنهم و رجع ، ثم غزيت في زمن هشام ، و لم تفتح ، ثم في زمن المنصور ، ثم غزاها تكن الزنكي ، ثم كافور الأخشيدي ، ثم ناصر الدولة ابن حمدان ، ثم توران شاه أخو السلطان صلاح الدين في سنة ثمانية و ستين و خمسمائة ، و لم تفتح إلا هذا العام ، و قال في ذلك ابن عبد الظاهر :
هذا هو الفتح لا شيء سمعت به       في شاهد العين لا ما في الأسانيد
و في سنة ست و سبعين مات الملك الظاهر بدمشق في المحرم ، و استقل ابنه الملك السعيد محمد بالسلطنة و له ثمان عشرة سنة .
و فيها جمع التقي بن رزين بين قضاء مصر و القاهرة ، و كان قضاء مصر قبل ذلك مفرداً عن قضاء القاهرة ، ثم لم يفرد بعد ذلك قضاء مصر عن قضاء القاهرة .
و في سنة ثمان و سبعين خلع الملك السعيد من السلطنة ، و سير إلى الكرك سلطاناً بها ، فمات من عامه ، و ولوا مكانه بمصر أخاه بدر الدين سلامش ـ و له سبع سنين ـ و لقبوه بـ [ الملك العادل ] و جعلوا أتابكة الأمير سيف الدين قلاوون و ضرب السكة باسمه على وجه ، و دعي لهما في الخطبة ، ثم في رجب نزع سلامش من السلطنة بغير نزاع ، و تسلطن قلاوون ، و لقب بـ [ الملك المنصور ] .
و في سنة تسع و سبعين يوم عرفة وقع بديار مصر برد كبار و صواعق .
و في سنة ثمانين وصل عسكر التتار إلى الشام ، و حصل الرجيف ، فخرج السلطان لقتالهم ، و وقع المصاف ، و حصل مقتلة عظيمة ، ثم حصل النصر للمسلمين ، و لله الحمد .
و في سنة ثمان و ثمانين أخذ السلطان طرابلس بالسيف ، و كانت في أيدي النصارى من سنة ثلاث و خمسمائة إلى الآن ، و كان أول فتحها في زمن معاوية ، و أنشأ التاج ابن الأثير كتاباً بالبشارة بذلك إلى أصحاب اليمن يقول فيه : و كانت الخلفاء و الملوك في ذلك الوقت ما فيهم إلا من هو مشغول بنفسه ، مكب على مجلس أنسه ، يرى السلامة غنيمة ، و إذا عن له وصف الحرب لم يسأل إلا عن طريق الهزيمة ، قد بلغ أمله من الرتبة ، و قنع بالسكة و الخطبة ، أموال تنهب ، و ممالك تذهب ، لا يبالون بما سلبوا ، و هم كما قيل :
إن قاتلونا قتلوا ، أو طاردوا طردوا       أو حاربوا حربوا ، أو غالبوا غلبوا
إلى أن أوجد الله من نصر دينه ، و أذل الكفر و شياطينه .
و ذكر بعضهم أن معنى طرابلس باللسان الرومي ثلاثة حصون مجتمعة .
و في سنة تسع و ثمانين مات السلطان قلاوون في ذي القعدة ، و تسلطن ابنه الملك الأشرف صلاح الدين خليل ، فأظهر أمر الخليفة و كان خاملاً في أيام أبيه ، حتى إن أباه لم يطلب منه تقليداً بالملك ، فخطب الخليفة بالناس يوم الجمعة ، و ذكر في خطبته توليته للملك الأشرف أمر الإسلام .
و لما فرغ من الخطبة صلى بالناس قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة ، ثم خطب الخليفة مرة خطبة أخرى جهادية ، و ذكر بغداد و حرض على أخذها .
و في سنة لإحدى و تسعين سافر السلطان فحاصر قلعة الروم .
و في سنة ثلاث و تسعين و ستمائة قتل السلطان بتروجة ، و سلطنوا أخاه محمد بن المنصور ، و لقب [ الملك الناصر ] ، و له يومئذ تسع سنين ، ثم خلع في المحرم سنة أربع و تسعين ، و تسلطن كتبغا المنصوري ، و تسمى بـ [ الملك العادل ] .
و في هذه السنة و دخل في الإسلام قازان بن أرغون بن أبغا بن هلاكو ملك التتار ، و فرح الناس بذلك ، و فشا الإسلام في جيشه .
و في سنة ست و تسعين و ستمائة كان السلطان بدمشق ، فوثب لاجين على السلطنة ، و حلف له الأمراء ، و لم يختلف عليه اثنان ، و لقب [ الملك المنصور ] و ذلك في صفر ، و خلع عليه الخليفة الخلعة السوداء ، و كتب له تقليداً ، و سير العادل إلى صرخد نائباً بها ، ثم قتل لاجين في جمادى الآخرة سنة ثمان و تسعين ، و أعيد الملك الناصر محمد بن المنصور قلاوون ، و كان منفياً بالكرك ، فقلده الخليفة ، فسير العادل إلى حماة نائباً بها ، فاستمر إلى أن مات سنة اثنتين و سبعمائة .
و في سنة إحدى و سبعمائة توفي الخليفة الحاكم إلى رحمة الله ، ليلة الجمعة ثامن عشر جمادى الأولى ، و صلى عليه العصر بسوق الخيل تحت القلعة ، و حضر جنازته رجال الدولة و الأعيان كلهم مشاة ، و دفن بقرب السيدة نفيسة ، و هو أول من دفن منهم هناك و استمر مدفنهم إلى الآن ، و كان عهد بالخلافة لولده أبي الربيع سليمان .
و ممن مات في أيام الحاكم من الأعلام : الشيخ عزالدين بن عبد السلام ، و العلم اللورقي ، و أبو القاسم القباري الزاهد ، و الزين خالد النابلسي ، و الحافظ أبو بكر بن سدي ، و الإمام أبو شامة ، و التاج ابن بنت الأعز ، و أبو الحسن بن عدلان ، و مجد الدين ابن دقيق العيد ، و أبو الحسن بن عصفور النحوي ، و الكمال سلار الإربلي ، و عبد الرحيم ابن يونس صاحب [ التعجيز ] ، و القرطبي صاحب التفسير و التذكرة ، و الشيخ جمال الدين ابن مالك ، و ولده بدر الدين ، و النصير الطوسي رأس الفلاسفة و خاصة التتار ، و التاج ابن السباعي خازن المستنصرية و البهان ابن جماعة ، و النجم الكاتبي المنطقي ، و الشيخ محيي الدين النووي ، و الصدر سليمان إمام الحنفية ، و التاج ابن مسير المؤرخ ، و الكواشي المفسر ، و التقي بن رزين ، و ابن خلكان صاحب [ وفيات الأعيان ] ، و ابن إياز النحوي ، و عبد الحليم بن تيمية ، و ابن جعوان ، و ناصر الدين بن المنبر ، و النجم ابن البارزي ، و البرهان النسفي صاحب التصانيف في الخلاف و الكلام ، و الرضي الشاطبي اللغوي ، و الجمال الشريشي ، و النفسي شيخ الأطباء ، و أبو الحسين بن أبي الربيع النحوي ، و الأصبهاني شارح المحصول ، و العفيف التلمساني الشاعر المنسوب إلى الإلحاد ، و التاج ابن الفركاح ، و الزين بن المرحل ، و الشمس الجوني ، و العز الفاروقي ، و المحب الطبري ، و التقي ابن بنت الأعز ، و الرضي القسطنطيني ، و البهاء ابن النحاس النحوي ، و ياقوت المستعصمي صاحب الخط المنسوب ، و خلائق آخرون .

 
 
 

يتبع لطفا"

 
 
 
 

 

.Powered by Braaum Modern Programming Est

Copy©2001 aslmna.com All Rights reserved webmaster@aslmna.com   .