البــدايـــة

القــرآن الكـريــم

الحديث النبوي الشريف

المكتبـه العـامـــه

المكتبـــــة العـــــامـــه

الخــلافـــة العبــاســـــيـة

 

القرن الثاني
القرن الثالث
القرن الرابع

القرن الخامس

القرن السادس
القرن السابع
القرن الثامن
نبذة عن بالأندلس
الدولة العبيدية
دولة بني طبابا
الدولة الطبرستانية
الفتن في كل قرن

المعتصم  الواثق بالله  المتوكل على الله المنتصر بالله
 المستعين بالله  المعتز بالله المهتدي بالله  المعتمد على الله
المعتضد بالله المكتفي بالله    

 المعتمد على الله أحمد بن المتوكل بن المعتصم أبو العباس 256 هـ ـ 279 هـ
المعتمد على الله أبو العباس ـ و قيل : أبو جعفر ـ أحمد بن المتوكل بن المعتصم ابن الرشيد ، ولد سنة تسع و عشرين و مائتين ، أمه رومية اسمها فتيان ، و لما قتل المهتدي و كان المعتمد محبوساً بالجوسق ، فأخرجوه و بايعوه ، ثم إنه استعمل أخاه الموفق طلحة على المشرق ، و صير ابنه جعفراً ولي عهده ، و ولاه مصر و المغرب ، و لقبه المفوض إلى الله ، و انهمك المعتمد في اللهو و اللذات ، واشتغل عن الرعية ، فكرهه الناس ، و أحبوا أخاه طلحة .
و في أيامه دخلت الزنج البصرة و أعمالها و أخربوها ، و بذلوا السيف و أحرقوا و خربوا و سبوا ، و جرى بينهم و بين عسكره عدة وقعات و أمير عسكره في أكثرها الموفق أخوه ، و أعقب ذلك الوباء الذي لا يكاد يتخلف عن الملاحم بالعراق ، فمات خلق لا يحصون ، ثم أعقبه هدات و زلازل ، فمات تحت الردم ألوف من الناس ، و استمر القتال مع الزنج من حين تولى المعتمد سنة ست و خمسين إلى سنة سبعين ، فقتل فيه رأس الزنج لعنه الله و اسمه بهبوذ ، و كان ادعى أنه أرسل إلى الخلق فرد الرسالة و أنه مطلع على المغيبات .
و ذكر الصولي أنه قتل من المسلمين ألف ألف و خمسمائة ألف آدمي ، و قتل في يوم واحد بالبصرة ثلاثمائة ألف ، و كان له منبر في مدينته يصعد عليه و يسب عثمان ، و علياً ، و معاوية ، و طلحة ، و الزبير ، و عائشة ، رضي الله عنهم .
و كان ينادي على المرأة العلوية في عسكره بدرهمين و ثلاثة و كان عند الواحد من الزنج العشر من العلويات يطؤهن و يستخدمهن .
و لما قتل هذا الخبيث دخل برأسه بغداد على رمح ، و عملت قباب الزينة ، و ضج الناس بالدعاء للموفق ، و مدحه الشعراء ، و كان يوماً مشهوداً ، و أمن الناس و تراجعوا الى المدن التي أخذها ، و هي كثيرة كواسط و رامهرمز .
و في سنة ستين من أيامه وقع غلاء مفرط بالحجاز و العراق ، و بلغ كر الحنطة في بغداد مائة و خمسين ديناراً ، و فيها أخذت الروم بلد لؤلؤة .
و في سنة إحدى و ستين بايع المعتمد بولاية العهد بعده لابنه المفوض إلى الله جعفر ، ثم من بعده لأخيه الموفق طلحة ، و ولى ولده المغرب ، و الشام ، و الجزيرة ، و أرمنية ، و ولى أخاه المشرق و العراق ، و بغداد ، و الحجاز ، و اليمن ، و فارس و أصبهان و الري ، و خراسان ، و طبرستان ، و سجستان ، و السند ، و عقد لكل منها لواءين : أبيض ، و أسود ، و شرط إن حدث به حدث أن الأمر لأخيه إن لم يكن ابنه جعفر قد بلغ ، و كتب العهد و أنفذه مع قاضي القضاء ابن أبي الشوارب ليعلقه في الكعبة .
و في سن ست و ستين وصلت عساكر الروم إلى ديار بكر ، ففتكوا ، و هرب أهل الجزيرة ، و الموصل . و فيها وثبت الأعراب على كسوة الكعبة فانتهبوها .
و في سنة سبع و ستين استولى أحمد بن عبد الله الحجابي على خرسان ، و كرمان ، و سجستان ، و عزم على قصد العراق ، و ضرب السكة باسمه ، و على الوجه الآخر اسم المعتمد ، و هذا محل الغرابة ، ثم إنه آخر السنة قتله غلمانه ، فكفى الله شره .
و في سنة تسع و ستين اشتد تخيل المعتمد من أخيه الموفق ، فإنه كان خرج عليه في سنة أربع و ستين ثم اصطلحا ، فلما استد تخيله منه هذا العام كاتب المعتمد ابن طولون نائبه بمصر ، و اتفقا على أمر ، فخرج ابن طولون حتى قدم دمشق ، و خرج المعتمد من سامرا على وجه التنزه ، و قصده دمشق ، فلما بلغ ذلك الموفق كتب إلى إسحاق بن كنداج ليرده ، فركب ابن كنداج من نصيبين إلى المعتمد ، فلقيه بين الموصل و الحديثة ، فقال : يا أمير المؤمنين ، أخوك في وجه العدو و أنت تخرج عن مستقرك و دار ملكك ، و متى صح هذا عنده رجع عن مقاومة الخارجي ، فيغلب عدوك على ديار آباك ، في كلمات أخر ، ثم وكل بالمعتمد جماعة ، و رسم على طائفة من خواصه ، ثم بعث إلى المعتمد يقول : ما هذا بمقام فارجع ، فقال المعتمد : فاحلف لي أنك تنحدر معي و لا تسلمني ، فحلف له ، و انحدر إلى سامرا فتلقاه صاعد بن مخلد كاتب الموفق ، فسلمه إسحاق إليه ، فأنزل في دار أحمد بن الخصيب ، و منعه من نزول دار الخلافة ، و وكل به خمسمائة رجل يمنعون من الدخول إليه ، و لما بلغ الموفق ذلك بعث إلى إسحاق بخلع و أموال ، و أقطعه ضياع القواد الذين كانوا مع المعتمد ، و لقبه ذا السندين ، و لقب صاعداً ذا الوزارتين ، و أقام صاعد في خدمة المعتمد ، و لكن ليس للمعتمد حل و لا ربط ، و قال المعتمد في ذلك
أليس من العجائب أن مثلي       يرى ما قل ممتنعا عليه ؟
و تؤخذ باسمه الدنيا جميعاً       و ما من ذاك شيء في يديه
إليه تحمل الأموال طراً       و يمنع بعض ما يجبى إليه
و هو أول خليفة قهر و حجر عليه و وكل به ، ثم أدخل المعتمد واسط ، و لما بلغ ابن طولون ذلك جمع الفقهاء ، و القضاة و الأعيان ، و قال : قد نكث الموفق بأمير المؤمنين فاخلعوه من العهد ، فخلعوه إلا القاضي بكار بن قتيبة فإنه قال : أنت أوردت علي من المعتمد كتاباً بولايته العهد فأورد علي كتاباً آخر منه بخلعه ، فقال إنه محجور عليه و مقهور ، فقال : لا أدري ، فقال ابن طولون : غرك الناس بقولهم في الدنيا مثل بكار ، أنت شيخ قد خرقت ، و حبسه و قيده و أخذ منه جميع عطاياه من سنين ، فكانت عشرة آلاف دينار ، فقيل : إنها وجدت في بيت بكار بختمها ، و بلغ الموفق ذلك ، فأمر بلعن ابن طولون على المنابر .
ثم في شعبان من سنة سبعين أعيد المعتمد إلى سامرا و دخل بغداد ، و محمد بن طاهر بين يديه بالحرية و الجيش في خدمته كأنه لم يحجر عليه ، و مات بن طولون في هذه السنة ، فولى الموفق ابنه أبا العباس أعماله ، و جهزه إلى مصر في جنود العراق ، و كان خمارويه ابن أحمد بن طولون أقام على ولايات أبيه بعده ، فوقع بينه و بين أبي العباس بن الموفق وقعة عظيمة بحيث جرت الأرض من الدماء ، و كان النصر للمصريين .
و في السنة انبثق ببغداد في نهر عيسى بثق ، فجاء الماء إلى الكرخ فهدم سبعة آلاف دار .
و فيها نازلت الروم طرسوس في مائة ألف ، فكانت النصرة للمسلمين ، و غنموا مالا يحصى ، و كان فتحاً عظيماً عديم المثل .
و فيها ظهرت دعوة المهدي عبيد الله بن عبيد جد بني عبيد خلفاء المصريين الروافض في اليمن ، و أقام على ذلك إلى سنة ثمان و سبعين ، فحج تلك السنة و اجتمع بقبيلة من كتامة ، فأعجبهم حاله ، فصحبهم إلى مصر ، و رأى منهم طاعة ، و قوة فصحبهم إلى المغرب ، فكان ذلك أول شأن المهدي .
و في سنة سنة إحدى و سبعين ، قال الصولي : و لي هارون بن إبراهيم الهاشمي الحسبة فأمر أهل بغداد أن يتعاملوا بالفلوس ، فتعاملوا بها على كره ثم تركوها .
و في سنة ثمان و سبعين غار نيل مصر ، فلم يبق منه شيء ، و غلت الأسعار ، و فيها مات الموفق ، و استراح منه المعتمد .
و فيها ظهرت القرامطة بالكوفة و هم نوع من الملاحدة يدعون أنه لا غسل من الجنابة ، و أن الخمر حلال ، و يزيدون في أذانهم [ و أن محمد ابن الحنيفة رسول الله ] و أن الصوم في السنة يومان : يوم النيروز ، و يوم المهرجان ، و أن الحج و القبلة إلى بيت المقدس ، و أشياء أخرى ، و نفق قولهم على الجهال ، و أهل البر ، و تعب الناس بهم .
و في سنة تسع و سبعين ضعف أمر المعتمد جداً ، لتمكن أبي العباس بن الموفق من الأمور ، و طاعة الجيش له ، فجلس المعتمد مجلساً عاماً ، و أشهد فيه على نفسه أنه خلع ولده المفوض من ولاية العهد ، و بايع لأبي العباس ، و لقبه المعتضد ، و أمر المعتضد في هذه السنة أن لا يقعد في الطريق منجم و لا قصاص ، و استحلف الوارقين أن لا يبيعوا كتب الفلاسفة و الجدل .
و مات المعتمد بعد أشهر من هذه السنة فجأه ، فقيل : إنه سم و قيل : بل نام فغم في بساط ، و ذلك ليلة الاثنين لإحدى عشرة بقيت من رجب ، و كانت خلافته ثلاثاً و عشرين سنة إلا أنه كان مقهوراً مع أخيه الموفق لاستلائه على الأمور ، و مات و هو كالمحجور عليه من بعض الوجوه من جهة المعتضد أيضاً .
و ممن مات في أيامه من الأعلام : البخاري ، و مسلم ، و أبو داود ، و الترمذي ، و ابن ماجة ، و الربيع الجيزي ، و الربيع المرادي ، و المزني ، و يونس بن عبد الأعلى ، و الزبير بن بكار ، و أبو الفضل الرياشي ، و محمد بن يحيى الذهلي ، و حجاج بن يوسف الشاعر ، و العجلي الحافظ ، و قاضي القضاة ابن أبي الشوارب ، و السوسي المقرئ ، و عمر بن شبة ، و أبو زرعة الرازي ، و محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، و القاضي بكار ، و داود الظاهري ، و ابن دارة ، و بقي بن مخلد ، و ابن قتيبة ، و أبو الحاتم الرازي ، و آخرون . و من قول عبد الله بن المعتز في المعتمد يمدحه :
يا خير من تزجى المطي له       و يمر حبل العهد موثقه
أضحى عنان الملك مقتسراً       بيديك تحسبه و تطلقه
فاحكم لك الدنيا و ساكنها       ما طاش سهم أنت موفقه
و من شعر المعتمد لما حجر عليه :
أصبحت لا أملك دفعاً لما       أسام من خسف و من ذلة
تمضي أمور الناس دوني ، و لا يشعرني في ذكرها قلتي
إذا اشتهيت الشيء و لوا به       عني و قالوا : ههنا علتي
قال الصولي : كان له وراق يكتب شعره بماء الذهب .
و رثاه أبو سعيد الحسن بن سعيد النيسابوري بقوله :
لقد قر طرف الزمان النكد و كان سخياً كليلاً رمد
و بلغت الحادثات المنى       بموت إمام الهدى المعتمد
و لم يبق لي حذر بعده       فدون المصائب فلتجهد

 
 
 

يتبع لطفا"

 
 
 
 

 

.Powered by Braaum Modern Programming Est

Copy©2001 aslmna.com All Rights reserved webmaster@aslmna.com   .