|
|
|
|
|
|
|
|
معركة مارتيزا
تولى السلطان مراد الأول السلطة في الدولة
العثمانية سنة 761 هـ وعمره ستة وثلاثون عاماً ، فكان بذلك ثالث سلاطين
الدولة العثمانية ، وكان شجاعاً مجاهداً ، فتح مدينة أدرنة عام 762 هـ
، وجعلها عاصمة الدولة ليكون على مقربة من الجهاد في أوروبا ، ومضى في
حركة الجهاد والدعوة وفتح الأقاليم .
وخاف الأمراء الأوروبيون
الذين أصبح العثمانيون على حدودهم فكتبوا إلى ملوك أوروبا الغربية وإلى
البابا يستنجدون بهم ضد المسلمين ، حتى إمبراطور القسطنطينية ذهب إلى
البابا وركع أمامه وقبل يديه ورجليه ورجاه الدعم رغم الخلاف المذهبي
بينهما ، فلبى البابا النداء وكتب إلى ملوك أوروبا عامة يطلب منهم
الاستعداد للقيام بحرب صليبية جديدة حفاظاً عل النصرانية من التقدم
الإسلامي الجديد .
ولكن السلطان مراد انطلق يفتح مقدونيا ،
فتكون تحالف أوروبي بلقاني صليبي سريع باركه البابا ، وضم الصربيين
والبلغاريين والمجريين والبوسنيين ، وسكان إقليم والاشيا .
وقد
استطاعت الدول الأعضاء في التحالف الصليبي أن تحشد جيشاً بلغ عدده ستين
ألف جندي وسـار الجميع نحو أدرنـة ، غير أنه قد تصـدى لهم القائـد
العثمـاني ( لالاشاهين ) بقوة تقل عدداً عن القوات المتحالفة ، وقابلهم
على نهر مارتيزا – نهر صغير ينبع من غربي بلغاريا ويمر على أدرنة ثم
يصب في بحر إيجه - ، حيث وقعت معركة مروعة وانهزم الجيش المتحالف ،
وهرب الأميران الصربيان ، ولكنهما غرقا في نهر مارتيزا ، ونجا ملك
المجر بأعجوبة من الموت ، أما السلطان مراد الأول فكان في هذه الأثناء
مشتغلاً بالقتال في فتح آسيا الصغرى .
وكان من نتائج انتصار
العثمانيين على نهر مارتيزا أمور مهمة منها : 1. تم لهم فتح تراقيا
ومقدونيا ووصلوا إلى جنوب بلغارا وإلى شرقي صربيا . 2. أصبحت مدن
وأملاك الدولة البيزنطية وبلغاريا وصربيا تتساقط في أيديهم كأوراق
الخريف .
التاريخ الإسلامي لمحمود شاكر 8/68 ، والدولة
العثماية لعلي محمد الصلابي ، ص 102
|
|
|
|
|
|
|