|
|
|
|
|
|
|
|
فتح بلاد ماوراء النهر يمكن تقسيم بلاد ماوراء النهر إلى خمسة أقاليم
: الصغد وفيه بخارى وسمرقند ، وخوارزم ويختلف عن إقليم خراسان الذي يقع
جنوبه ، والصغانيان وبذخشان والختّل وفيه مدينة ترمذ ، وفرغانة ،
والشاش .
وبلاد ماوراء النهر جزء من تركستان الغربية التي تضم
في الوقت الحاضر: جمهورية أوزبكستــان وطاجكستــان ، وقد سكنها الترك ،
وكان لهـم فيها إمبراطورية عظيمة قبل الميلاد ، وقد سكن المنطقة أيضاً
الإيرانيون أيضاً ويبدو أنهم اغتصبوا تلك الأصقاع من الترك ، وكانت
عقائد أهل المنطقة الزرادشتية وهي ديانة الإيرانيين والبوذية القادمة
من الشرق .
وكان لملوكهم ألقاب منها : خاقان : وهو لقب من ألقاب
السيادة التي تطلق على أباطرة المغول والترك العظام ومعناه ملك الملوك
. وأما الخان فهو الحاكم الإقليمي لبعض الولايات التي كانت تتكون منها
الإمبراطورية المغولية في تركستان . أما طرخان فكان يطلق على الأشراف
من الرجال الذين يمنحهم الخاقان امتيازات خاصة تشمل الإعفاء من الضرائب
مع الحق في أخذ نصيب من غنائم المعركة ، ومنها الدخول إلى أرض الخاقان
بدون استئذان . وطرخون صيغة أخرى من طرخان وله امتيازات الإعفاء من
الضرائب والامتيازات الأخرى ، فهما لفظان بمعنى واحد .
وكان
ملوك بلاد ماوراء النهر مستقلين استقلالاً ذاتياً ولكنهم كانوا جميعاً
يدينون بالولاء للخاقان عملياً أو نظرياً ، ولكن الحرب كانت تجمعهم
ليصبحوا صفاً واحداً على عدوهم المشترك في الدفاع عن مصالحهم المشتركة
.
وأما عن قصة الفتح الإسلامي لها زمن قتيبة فقد وصل قتيبة بن
مسلم الباهلي سنة 86هـ خراسان والياً ، فخطب الناس وحثهم على الجهاد ،
وانطلق قتيبة ، فلما كان ب( الطالقان ) تلقاه دهاقين بلخ وبعض عظمائها
وساروا معه ، فلما قطع نهر جيحون - النهر الفاصل بين الأقوام الناطقة
بالفارسية والتركية - تلقاه ملك ( الصغانيان ) بهدايا ومفتاح من ذهب
ودعاه إلى بلاده فمضى معه وسلمه بلاده ، ثم سار إلى ملك (أخرون وشومان
) فصالحه ملكها على فدية أداها إليه .
وفي سنة 87هـ قدم نيزك
طرخان فصالح قتيبة عن أهل ( باذغيس ) على أن لا يدخلها ، وأطلق الأسرى
المسلمين الذي كانوا في يديه وبعثهم إلى قتيبة ثم قدم إليه نيزك بنفسه
.
ثم سار قتيبة من ( مرو) إلى ( آمل ) ثم مضى إلى ( زم ) ، ثم
اجتاز نهر جيحون وسار إلى ( بيكند ) ، من بلاد ( بخارى ) فاستنصروا (
الصغد )على قتيبة فأتوهم في جمع كثير ، وتأهب المسلمون للقتال ثم
تزاحفوا والتقوا ، واعتصم من بالمدينة بالمدينة ، فركز سلاح الفعلة (
المهندسين ) على سورها لهدمه فسألوا الصلح فصالحهم ، وأمر عليهم رجلاً
من بني قتيبة ، وارتحل عنهم فلما سار مرحلة أو مرحلتين [ المرحلة = 90
كم تقريباً ] نقضوا عهودهم فقتلوا العامل وأصحابه ومثلوا به ، وبلغه
الخبر فرجع إليهم ، وقد تحصنوا فحاصرهم وقاتلهم شهراً ، واستطاع خرق
التحصينات ، فطلبوا الصـلح فأبى وقاتلهم ؛ لأن النصر قد تحقق فظفر بهم
عنوة فقتل من كان فيها من المقاتلة ، وعمر أهل (بيكند ) مدينتهم ثانية
بإذن قتيبة . ثم قفل يريد مرو فإذا ب( طرخان ملك الصغد ) و (
كوربغانون ملك الترك ) في مائتي ألف يريدون قتاله فهزمهما.
وفي
سنة 88هـ فتح ( نومشكت) و( رامثينة ) من بخارى وصالح الأهالي ، وفيها
غزا ملك الترك ( كوربغانون ) قتيبة في مائتي ألف مقاتل من أهل الصغد
وفرغانة فكسرهم قتيبة وغنم منهم كثيراً .
وفي سنة 98هـ سار
قتيبة إلى ملك بخارى ( وردان خذاه ) فلقيه في طريقـه ( الصغد ) وأهل (
كش ) فقاتلوه فظفـر بهم ، ومضى إلى بخارى ولكنه لم يحقق نصراً حاسماً
فرجع إلى مرو .
وفي سنة 90هـ جدد قتيبة الصلح بينه وبين ( طرخون
ملك الصغد ) وسار إلى ( بخارى ) ففتحها ، وفي السنة نفسها غدر ( نيزك
طرخان ) ونقض الصلح وامتنع بقلعته ، وأرسل له قتيبة من استدرجه حتى جاء
بنفسه مستسلماً، واستشار الأمراء في قتله فاختلفوا فقال : والله إن لم
يبق من عمري إلا ما يسع ثلاث كلمات لأقتلنه ، ثم قال : اقتلوه اقتلوه
اقتلوه ، فقتل .
وفي سنة 91هـ فتح مدينة ( شومان ) بعد الحصار
بالمنجنيقات ، وفي السنة التي تليها فتح مدينتي ( كش ) و( نسف ) .
فتح سمرقند للدكتور شوقي أبو خليل ، وقادة
الفتح الإسلامي في بلاد ماوراء النهر لمحمود شيت خطاب
|
|
|
|
|
|
|