|
|
|
|
|
|
معجــزات الرســــول-
صلى الله عليه وسلم |
|
|
|
|
|
|
|
للامام الشيخ المرحوم
محمد متولي الشعراوي
|
|
|
|
|
|
الفرق
بين معجزات
الرسل
ومعجزات
الرسل السابقين
، كل معجزة تناسب
مدة رسالة الرسول
وهذا هو الزمن
ومكان رسالته
، وهذا هو المكان
، لأنه لابد من
زمان ومكان لكل
حدث ، فالمعجزة
تأتي على قدر
ذلك .
فاذا
كان المكان صغيرا"
والزمن قصيرا"
، تأتي المعجزة
على قدرهما ،
ولكن معجزة رسول
الله (عليه الصلاة
والسلام ) كان
لابد أن تأتي
مستوعبة لكل
زمان ولكل مكان
، ولذلك ختمت
الرسالات برسالة
سيدنا محمد (عليه
الصلاة والسلام
).
ولم
يقتصر القرآن
الكريم على
معجزة اللغة
،، بل جاء بمعجزات
لغير العرب
، لأنه لو تحدى
العرب وحدهم
في اللغة فقط
، لقالت الأمم
الأخرى التي
لاتنطق بالعربية
، ان هذا القرآن
لاعطاء له لنا
. لأنه معجزة
لغوية للعرب
ولذلك جاء القرآن
الكريم بمعجزات
لكل الدنيا .
كشف حجاب الزمن
الماضي ، وروى
لنا ماحدث للرسل
السابقين ، وكان
أتباع هؤلاء
الرسل لطول
الزمن قد أصابتهم
الغفلة . وبدلوا
وغيروا في منهج
الله تعالى
.. فجاء القرآن
ليصحح هذا التبديل
والتغيير ، باعجاز
مذهل لم يستطع
أحد من أتباع
الرسالات التي
سبقت القرآن
ان ينكره .
واقرأ
في القرآن الكريم
الآيات التي
تبدأ بقوله تعالى
:
"وماكنت
" في قوله تعالى
:
{ وما
كنت بجانب الغربي
اذ قضينا~ ءالى
موسى الأمْر
وما كنت من الشاهدين
} .
(الآية 44 سورة القصص)
وقوله
سبحانه :
{ وما
كنت ثاويا" في
أهل مدين تتلوا
عليهم أياتنا
} .
( من الآية 45 سورة
القصص )
هذه
الآيات وغيرها
التي تحدثت عن
الرسل السابقين
حديثا" لم يكن
من الممكن أن
يعلمه محمد
النبي الأمي
الذي لم يقرأ
كلمة واحدة في
حياته ..
نقول
ان هذه كافية
ليؤمن أهل الكتاب
وهم يعلمون أن
محمدا" (عليه
الصلاة والسلام
) لم يتلق علما"
على يد احد ،
فمن أين جاء
بهذه المعلومات
خصوصا" أن رسول
الله ( عليه الصلاة
والسلام ) موجود
عندهم صفاته
في التوراة
والانجيل ،ومطلوب
منهم أن يؤمنوا
به لأنه الرسول
الخاتم واقرأ
قوله تعالى :
{ الذين
يتبعون الرسول
النبي الأمي
الذين يجدونه
مكتوبا" عندهم
في التوراة
والانجيل
يأمرهم بالمعروف
وينهاهم عن المنكر
ويحل لهم الطيبات
} .
(من الآية 157 سورة
الأعراف)
اذن
فالقرآن الكريم
واجه أهل الكتاب
بما حدث منهم
مع أنبيائهم
، وواجههم بأن
الله سبحانه
وتعالى طلب
منهم في التوراة
والانجيل أن
يؤمنوا بالنبي
الأمي وذكر لهم
أوصافه ، وهذا
مالم يكن يعرفه
أحد من العرب
، فمن أين جاء
به رسول الله
(عليه الصلاة
والسلام ) الا
أن يكون من عند
الله .
جاء
القرآن الكريم
ليصحح لهم مناهجهم
وما زادوه عليها
من افتراءات
، وكان هذا اعجازا"
يكفي لأن يؤمنوا
بالاسلام بل
ان الله سبحانه
وتعالى ـ امعانا
منه في التحدي
ـ ذكر لرسوله
في القرآن الكريم
مالم يكن يعرفه
العرب كلهم
، فقال جل جلاله
:
{ تلك
من أنباء الغيب
نوحيها اليك
ماكنت تعلمهاّ
أنت ولا قومك
من قبل هذا فاصبر
ان العاقبة
للمتقين }
(الآية 49 من سورة هود )
لقد
أوحى الحق سبحانه
وتعالى الى
رسوله (عليه
الصلاة والسلام
) بما لم يكن يعلمه
أحد من العرب
، حتى لايقال
أنه سمع من فلان
أو نقل عن فلان
.
وكانت
هذه معجزة اخرى
لأهل الكتاب
لكي يسألوا
أنفسهم من أين
جاء محمد (عليه
الصلاة والسلام
) بقصص الرسل
السابقين وبأشياء
لم يكن يعلمها
هو ولا قومه ؟
!
ولو
أن أحدا" من قومه
علمها لقال
الكفار والمنافقون
الذين كانوا
يحاولون هدم
هذا الدين : لقد
كنا نعلم هذا
ولكن كون أنهم
لم يقولوها دليل
على أنها موحية
من الله سبحانه
وتعالى ، ولا
يعلمها أحد
من العرب ، كان
هذا كافيا" لاثبات
اعجاز القرآن
الكريم ، وليؤمن
به أهل الكتاب
ولكنهم لم يؤمنوا
اذن
فالقرآن وقت
نزوله كان معجزة
لغوية للعرب
، ومعجزة لغير
العرب من أهل
الكتاب ، لأنه
أنبأهم بقصص
رسلهم ، وبين
لهم الصحيح
منها وما افتروه
ولكنهم مع ذلك
لم يؤمنوا ، لقد
كان القرآن معجزة
للعرب في بلاغتهم
، ولأهل الكتاب
في ذكر مناهجهم
، وقصص رسلهم
.. فلا بد من أن
يكون هناك اعجاز
للكافرين ايضا"
وقت نزول القرآن
، بحيث يجعلهم
يؤمنون ، وكان
لابد أن يكون
الاعجاز للكافرين
من العرب ومن
غير العرب .فهذا
ابو لهب . عم الرسول
(عليه الصلاة
والسلام ) واشد
المحاربين
لهذا الدين . نزلت
فيه الآية الكريمة
:
{ تبت
يدآ أبي لهب
وتب مآأغنى
عنه ماله وما
كسب سيصلى
نارا" ذات لهب
وأمرأته حمالة
الحطب في جيدها
حبل من مسد } .
(سورة المسد )
هذه
السورة الكريمة
نزلت في أبي
لهب . وكان كافرا"
ومحاربا" لدين
الله ،ونزلت
في أمر اختياري
وهو الايمان
فالله سبحانه
وتعالى خلق الانسان
مختارا" في أن
يؤمن او لايؤمن
.
قالت
الآية : ءان أبا
لهب سيموت كافرا"
. وسيدخل النار
، ماذا كان يمكن
أن يحدث لقضية
الايمان كلها
لو أن ابا لهب
جمع كفار قريش
وقال لهم : ان
محمدا" قد قال
عني كلاما" .. يقول
انه منزل عليه
من الله تعالى
وأنني سأموت
كافرا" وسأدخل
النار ، وأنا
اقولها لكم وأمامكم
: أشهد أن لااله
ءالا الله وأن
محمدا" رسول
الله ، لتعرفوا
أن هذا الكلام
الذي قاله محمد
ليس من عند الله
!
ماذا
لو نطق بالشهادتين
رياء أو نفاقا"
ليهدم قضية الدين
كله ؟ الم يكن
هناك في ذ لك الوقت
كفارا" دخلوا
الاسلام بعد
ذلك وحسن اسلامهم
مثل خالد بن الوليد
وعمرو بن العاص
وعكرمة بن أبي
جهل . هل كان يضمن
محمد (عليه الصلاة
والسلام) أن
أبا جهل لن يسلم
ولن يحسن اسلامه
كما حدث بالنسبة
للباقين ولكن
لأن الله هو القائل
: والله هو الفاعل
. لم يدر بخاطر
أبي جهل أن يستخدم
هذه القضية في
هدم الاسلام
الذي كان يتمنى
أن يهدمه . ومات
أبو لهب كافرا"
كما قرر القرآن
على مسمع منه
.
أليست
هذه معجزة كان
يجب ان يلتفت
اليها الكفار
ويقولوا ان هذا
الكلام لايمكن
أن يكون الا من
عند الله ويسلموا
. |
|
|
|
|
|
|
|
|
|