المعجزة
الرابعة لن
تفيد شيئا"
ثم بعد ذلك المعجزة الرابعة التي طلبوها من
رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أوْ تأتي بالله والملائكة قبيلاً " .. وهم هنا
تشبهوا بقوم موسى حين قالوا : " أرنا الله جهرة " .. وهم يعرفون أنهم يوم يرون
الملائكة لاينفع إيمانها .. واقرأ قول الحق تبارك وتعالى :
{ هل
ينظرون إلاّ
أن تأتيهم الملائكة
أو يأتي ربك
أو يأتي بعض
أيات ربك يوم
يأتي بعض أيات
ربك لاينفع
نفساً إيمانها
لم تكن أمنت من
قبل أو كسبت
فيّ إيمانها
خيراً قل انتظروا
إنا منتظرون
} .
(الآية 158 من سورة الأنعام)
وهكذا
نرى أن المعجزة
التي طلبوها
لم تكن تنفعهم
.. لأنها إن تحققت
لن يكون بعدها
إيمان ، ولا ينفعهم
أن يعلنوا إيمانهم
بعد أن رأوا ..
لأن الايمان
لابد أن يكون
بالغيب .. فإذا
انكشف الغيب
ـ كما يحدث للانسان
ساعة الاحتضار
ورأى ـ فإن ايمانه
لن ينفع ، لأنه
تم عن رؤية ولم
يكن إيمانا بالغيب
.
وتأتي
المعجزة الخامسة
: " أو يكون لك بيت
من زخرف " .. وبيت
من زخرف في الدنيا
لايعني نعيما
ً .. لأن الدنيا
موقوتة .. سنوات
ونرحل عنها ..
تفارقك النعمة
أو تفارقها بالموت
.. ولكن النعيم
الحقيقي الذي
أعده الله في
الآخرة خلود
ولاموت .. وفي
ذلك يقول الحق
تبارك وتعالى
:
{ تبارك
الذيّ إن شاّء
جعل لك خيراً
من ذلك جنات تجري
من تحتها الأنهار
ويجعل لك قصوراً
}
(الآية 10من سورة الفرقان )
اذن
فالكفار طلبوا
آية لكي يؤمنوا
.. طلبوا نعيماً
دنيوياً زائفاً
لرسول الله
صلى الله عليه
وسلم .. ورد الله
سبحانه عليهم
.. بأنه أعد لرسوله
عليه الصلاة
والسلام خير
من ذلك كله .. نعيم
في الآخرة مقيم
خالد وقصور وجنات
هي بقدرة الله
تبارك وتعالى
وليست بقدرةا
لبشر .. ولذلك
فهي تحتوي على
مالاعين رأت
.. ولا أذن سمعت
ولا خطر على
قلب بشر .. فالله
أعد الخير لرسوله
عليه الصلاة
والسلام بمقاييسه
هو جل جلاله
.. وهو وحده سبحانه
وتعالى الذي
يعرف أين الخير
وأين الشر . |