البــدايـــة

القــرآن الكـريــم

الحديث النبوي الشريف

المكتبـه العـامـــه

كانت حياته صلى الله عليه وسلم تملؤها البركة .. البركة التي كان الصحابة يشاهدونها ويتعجبون لها ..
ماهي البركة أولا" ؟
إنها تعطي الشيء أكثر من ظاهره .. فإذا كان هناك طبق من طعام يكفي شخصين .. وجلس أربعة أو خمسة أشخاص فأكلوا حتى شبعوا .. يقال إن هذا الطعام فيه بركة .. أي أن عطاءه أكثر من ظاهره .. فإذا أخذت قطعة قماش مثلا؟ وذهبت إلى الترزي فقاسها وقال إنها تنقص نصف متر أو متر عما يكفي لصنع ثوب لك ، ثم قام بقصها فإذا بها تكفي ثوبا" وتزيد .. قلنا إن القماش فيه بركة .
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في يده بركة ،وما أن يضع يده في طعام إلا ينمو ويزداد ليكفي الكثيرين ويزيد .. كان صلى الله عليه وسلم لايدعو لا نسان ببركة الرزق .. إلا ويزداد رزقه ويفيض عن حاجته .. مايزرع نخلة إلا وتؤتي ثمارها في نفس العام .
رسول الله صلى الله عليه وسلم .. كان ذاهبا" لزيارة أحد الصحابة وهو أبو طلحة .. عندما سمع أبو طلحة صوت رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو قادم إليه .. قال لزوجته أم سليم : لقد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفاً فعرفت فيه الجوع .. فهل عندك من شيء نقدمه له ؟ فقالت نعم ،وأخرجت أقراصا" من شعير ثم أخذت خماراً لها فلفت الخبز ببعضه .. ثم دسته تحت ثوبي وردتني ببعضه (أي جعلت بعضه رداء على الرأس ) .. ثم أرسلني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فذهبت به ووجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه الناس .. فقمت عليهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلك طلحة فقلت نعم .. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا .. فانطلقوا وانطلقت بين أيديهم ، حتى اذا جئت أبا طلحة فأخبرته فقال أبو طلحة ياأم سليم : لقد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس .. وليس عندنا مانطعمهم .. فقالت الله ورسوله أعلم .. فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فأقبل رسول الله عليه الصلاة والسلام معه حتى دخل عليه .. وقال رسول الله هلمي ماعندك ياأم سليم .. فأتت بذلك الخبز فأمر به رسول الله صلى اله عليه وسلم ففت .. وعصرت عليه أم سليم عكة لها فأدمته .. ثم قال فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام ماشاء له الله أن يقول .. ثم قال ائذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا .. ثم قال ائذن لعشرة فأذن لهم فأكملوا حتى شبعوا ثم خرجوا .. ثم قال ائذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا فشبعوا .. وهذا أكل القوم وشبعوا سبعون أو ثمانون رجلا.
وهناك روايات كثيرة عن كيف عالج رسول الله صلى الله عليه وسلم طفلا" كان في غيبوبة منذ ولادته حتى وصل عمره سبع سنوات .. فشفي من مرضه .
كل هذه المعجزات وغيرها .. لابد أن نأخذها ونحن نعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. هو خاتم النبيين .. وأنه عليه الصلاة والسلام قد أوتي أشياء لم يؤتها نبي من قبله . فقد قال عليه الصلاة والسلام : (أعطيت خمسا" لم يعطهن أحد من قبلي : كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة .. وبعثت إلى كل أحمر وأسود .. وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي .. وجعلت لي الأرض طيبة وطهورا" ومسجدا" .. فأيما رجل أدركته الصلاة صلى حيث كان .. ونصرت بالرعب على العدو بين مسيرة شهر .. وأعطيت الشفاعة  .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يمشي يرى الصحابة الذين أمامه والذين خلفه .. وقد تعهد الله تبارك وتعالى بأن يحميه من كل أذى .. فقال جل جلاله :
{ يآأيها الرسول بلغ مآأنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس  إن الله لايهدي القوم الكافرين } .
                                                                      (الآية 67 من سورة المائدة )
وعندما نزلت هذه الآية الكريمة .. صرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه الذين كانوا يتناوبون على حمايته .. وحفظه الله من كل سوء .. فقد كان جبريل عليه اسلام يأتي إليه لينبهه إلى أي خطر .
على أن هناك معجزة لابد أن نذكرها وهي معجزة مع الجن .. عندما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ذاهب إلى المسجد شيطانا من الجن .. وأمسك به رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وكان يربطه إلى سارية المسجد ليتفرج عليه الغلمان .. ولكنه قال تذكرت دعوة أخي سليمان : رب هب لي ملكاً لاينبغي لأحد من بعدي فأطلقته .
وهكذا ترى أدب رسول الله صلى الله عليه وسلم . . وكيف أنه على خلق عظيم .. وكيف أنه احترم دعوة سليمان عليه السلام .
لقد استعرضنا في هذا الفصل بعض المعجزات الحسية لرسول الله صلى الله عليه وسلم مع أجناس الكون .. وهي المعجزات التي نؤمن بها لأنها جاءت موثقة عن رسول الله صلى الله عليه .. ولأنها قصد منها تثبيت المؤمنين ولفت الكافرين إلى أن هذا الدين هو الدين الحق فيؤمنوا به .. ولكننا لم نذكر كل المعجزات .. لأننا نعرف أن هذه المعجزات حسية مقصود بها الذين رأوها ..
لقد أعطي الله سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم .. المعجزات الدائمة الخالدة إلى يوم القيامة وهي القرآن الكريم .. كما أمده بالمعجزات الحسية .. لتثبيته وتثبيت المؤمنين والرد على تحدى الكافرين .
ويبقى بعد ذلك سؤال .. لقد طلب الكافرون من رسول الله صلى الله عليه وسلم معجزات بعينها .. وكان الاتيان بها يرد على هؤلاء الكافرين ويدحضهم .