البــدايـــة

القــرآن الكـريــم

الحديث النبوي الشريف

المكتبـه العـامـــه

ماهي المعجزه
لاشئ زاد في الكون
العقل قاصر....ومحدود
المعجزه....للتحدي
استمرارية الرساله
معجزة القرأن
معجزات حسيه لا تتكرر
الفرق بين معجزات الرسل
معجزة حرب الروم والفرس
القرأن خاطب كل الاجناس
المعجزات الماديه لرسول الله
تنبؤات المستقبل اعجاز للرسول
العلامات الصغرى للآخره تحققت
معجزه حسيه ومعجزه مستقبليه
الرسول انفرد بمعجزة كبرى
عالم الجــن
معجزات مع أجناس الارض
حساب الزمن يختلف
ونبع الماء من بين أصابعه
أنين الجذع في المسجد
البركه في الطعام
معجزات بلا حصر
ومعجزات مع الكائنات الحيه
أحناس الكون وشهادتها للرسول
البركه....للرسول الكريم
ومعجزات لم تحدث
ولكن...هل اجدت المعجزات
ولو أستجاب لهلكو
آيات تحققت لغيرهم
المعجزه الرابعه لن تفيد شيئا"
الصعود الى السماء

 
 

المكتبـــة العـــامـــه

معجــزات الرســــول- صلى الله عليه وسلم

 

 
 

للامام الشيخ المرحوم محمد متولي الشعراوي

 
 

 
 
 القرآن خاطب كل الأجناس


وهكذا نرى أن الاعجاز القرآني لم يهمل أحدا" من الطوائف والأجناس التي كانت موجودة وقت نزوله في الجزيرة العربية وما حولها . تلك التي كان من الممكن أن يكون بينها وبين العرب نوع من الاتصال ، لأنه في ذلك الوقت كانت هناك أماكن بعيدة لم يصل اليها المسلمون الا فيما بعد .
قد يقول بعض الناس ان الاعجاز القرآني اذا كان قد وصل للعرب ومن حولهم من الأمم فانه لم يصل الى بقية العالم ، فالعالم فيه أوروبا وأمريكا وآسيا وغيرها من القارات .. فلماذا لم يشمل الاعجاز هذه الأمم ؟
نقول ان المعجزة جاءت لتثبت صدق رسول الله (عليه الصلاة والسلام ) في البلاغ عن ربه لأمته التي بدأت منها الدعوة أول الأمر ، وهؤلاء عندما يؤمنون ينصرون رسول الله (عليه الصلاة والسلام) وينشرون الاسلام في هذه البقاع ، ثم يأتي اعجاز آخر .. فهذه الأمة أمة بدوية أمية ، لاتعرف شيئا" ، فليس لها ثقافة ، ولا حضارة عريقة مثل الروم والفرس في ذلك الوقت ، ولذلك يقول الحق سبحانه وتعالى :
{ هو الذي بعث رسوله في الأميين رسولا" منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة}
                                                                                 (آية 2 من سورة الجمعة)
اذن فهذه الأمة الأمية التي لاتعرف الا القبيلة وشيخ القبيلة الذي يحكم بلا قانون ، فارادته هي القانون لهذه الأمة التي لاتعرف القانون ،، تخرج لتهاجم حضارتين قويتين أرقى منها وهما الروم والفرس وكانتا في ذلك الوقت مثل الاتحاد السوفيتي وأمريكا الآن لديهما نظام وقانون وحضارة وفنون في كل نواحي الحياة .
كيف استطاعت هذه الأمة الأمة أن تتغلب على هاتين القوتين الكبيرتين ؟
هذه هي معجزة أخرى من معجزات القرآن ، فلو كان كان العرب أمة مثقفة متعلمة ، لقالوا هذه طفرة حضارية ، ولكن لأن هذه الأمة لم تأخذ منهجها عن أحد من البشر ، ولم يضع لها المنهج كبار رجال القانون والفكر في ذلك الوقت . ولكنها أخذت منهجها من الله سبحانه وتعالى مباشرة ، اتبعت تعاليم الاسلام التي جاءت لرسول الله (عليه الصلاة والسلام) ، وبهذه التعاليم وحدها ودون حضارة البشر ودون علم الأرض .. استطاعت ان تسود الدنيا كلها ، وأن تهزم أكبر حضارتين بشريتين في ذلك الوقت ، وكانت الهزيمة سريعة وفي وقت قصير لايتناسب مع عظمة وحضارة القوة الدنيوية التي أخذ بها الروم والفرس ، بل تهاوت فارس والروم أمام العقيدة الاسلامية وتعاليم الله .
ان هذا المنهج ـ وهو الاسلام ـ حقق معجزة أخرى مؤداها أن من يتبع منهجه يسود العالم ، وتنهار تحت أقدامه الحضارات . ان الله سبحانه وتعالى وضع في منهجه مايعطي الانسان المسلم سيادة في الأرض ، ولو تمسك بما جاء في هذا المنهج .. لما استطاعت حضارات الدنيا كلها أن تقف في وجهه .. وكان هذا معجزة  .. ومعجزة كبيرة .
ولم يقف اعجاز القرآن عند عصر نزوله ، ولأنه الدين الخاتم ، كان له في كل عصر معجزة واذا قرأت الآية الكريمة :
{ سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق }
                                                                           (من الآية 53 سورة فصلت)
لعرفت أن القرآن الكريم جاء بآيات كونية تكشف عن اعجاز لكل البشر ، فالقرآن ذكر لنا كروية الأرض ودورانها حول نفسها ، وتحدث عن السماء وعن الفضاء الهائل ، وتحدث عن البداية الواحدة للكون ، وتحدث عن البرازخ بين البحار ، وتحدث عن أعماق البحار ، وتحدث عن باطن الأرض .. كل هذا من آيات الكون التي لم نعرفها نحن الا في هذه الأيام .. بعد التقدم العلمي المذهل في شتى المعارف والعلوم .
وتحدث القرآن كذلك عن أسرار الجسد فبين لنا أن الأعصاب موجودة تحت الجلد مباشرة ،وأظهر لنا تطور الجنين في بطن أمه مما أدهش أكبر  علماء الأجنة في العالم ، وحثنا ايضا" كيف أن العين لاترى بذاتها ، ولكن بانعكاس الضوء عليها .. وغير ذلك مما في أنفسنا .. ومما تناولناه بالتفصيل في كتاب الأدلة المادية على وجود الله ..
وهكذا يعطينا القرآن الكريم ، اعجازا" في كل جيل يتناسب مع حركة الحياة في هذا الجيل ، فاذا كان الاعجاز في الآيات الكونية .. وجدنا القرآن قد أشار اليها ، واذا كان الاعجاز في الاكتشافات الطبية ،وجدنا القرآن الكريم قد سبق بها .. واذا كان الاعجاز في الاكتشافات التاريخية ،وجدنا القرآن الكريم قد ذكرها .
لقد قص علينا قصة يوسف عليه السلام وأخوته ، وكيف أن حاكم مصر كان يسمى فرعون .. فما عدا قصة يوسف ، فلقب بالملك ثم ظهر بعد كشف حجر رشيد ومعرفة الرموز والكتابات الموجودة على المعابد أن يوسف عليه السلام كان في عهد الهكسوس الذين حكموا مصر فترة العصور الأولى ، وأن هؤلاء الهكسوس كانوا يلقبون رئيس الدولة بلقب الملك ، وهذا مادلت عليه الآيات في سورة يوسف في قوله تعالى :
{وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال انك اليوم لدينا مكين أمين } .
                                                                           (آية 54من سورة يوسف )
وبايجاز نقول : ان عطاء القرآن عطاء" متجدد لكل جيل .. وأن هناك فارقا" بين معجزات الرسل السابقين ومعجزة القرآن الكريم ، فمعجزة الرسل تختلف عما جاؤوا به في مناهجهم .بينما معجزة الاسلام هي (القرآن الكريم ) هو نفس المنهج .
وكيف أن معجزة القرآن شملت كل المسلمين وغير المسلمين .. والعرب والعجم .. وكيف أنها منهج محفوظ بالمعجزة . ومعجزة محفوظة بالمنهج .
ويبقى أن نتحدث عن المعجزات المادية لرسول الله (عليه الصلاة والسلام ) تلك المعجزات التي حدثت في حياة الرسول (عليه الصلاة والسلام ) وما أكثرها ، وذلك حتى لايقول أحد ان رسول الله عليه الصلاة والسلام لم يعط معجزات مادية كباقي الرسل . وهذا هو موضوع الفصل التالي .