معجزة
حرب الروم والفرس
أما
بالنسبة للكفار
من غير العرب
وقت نزول القرآن
فقد كان لهم معجزة
أيضا" فقد كانتا
أكبر دولتين
في ذلك الوقت
الروم والفرس
وحدث حرب بينهما
. وهزمت الروم
، وكانت الروم
من أهل الكتاب
. والفرس كانوا
كافرين ، واذا
بالقرآن ينزل
في سورة الروم
:
{ألّمّ*
غلبت الروم*
في أدنى الأرض
وهم من بعد غلبهم
سيغلبون* في
بضع سنين } .
(الآية 1،2،3،ومن الآية 4من سورة الروم)
من
الذي يستطيع
أن يتنبأ بنتيجة
حرب ستقع بعد
تسع سنوات ؟
وما
الذي يضمن أنه
خلال هذه السنوات
التسع لن يحدث
صلح بين الروم
والفرس . فلاتقع
بينهما حرب
أو تقع الحرب
مرة أخرى ويهزم
الروم أيضا"
.
ان
أي قائد لمعركة
حربية ، لايستطيع
أن يتنبأ بنتيجتها
حتى بعد أن تبدأ
المعركة ، لأن
كل طرف يخفي
مفاجآت لايعلمها
الطرف الآخر
، يمكن أن تغير
نتيجة الحرب
،وما الذي يجعل
محمدا" (عليه
الصلاة والسلام
) يزج بالقرآن
والدين في مثل
هذه القضية المستقبلية
التي لم يطلب
أحد منه أن يقول
عنها شيئا" .
ولو
أن نتيجة الحرب
قد تغيرت . وهزمت
الروم مرة أخرى
. أكنا نستطيع
أن نقرأ في صلواتنا
هذه السورة الكريمة
. والتاريخ يقول
لنا ان الروم
قد هزمت مرتين
؟ ولكن لأن الله
تعالى هو القائل
وهو الفاعل
. جاءت نتيجة
المعركة كما
أنبأ بها القرآن
الكريم قبل
تسع سنين . وكانت
هذه معجزة لو
تأمل فيها الفرس
وهم كافرون ووجدوا
أن القرآن قد
تنبأ بهزيمتهم
قبل أن تقع الحرب
بتسع سنين ، افلم
يكونوا يؤمنون
.. أليس دليلا"
كافيا" واعجازا"
بأن القرآن هو
من عند الله سبحانه
وتعالى ؟!
وهكذا
نجد أن القرآن
وقت نزوله لم
يقتصر على المعجزة
اللغوية ولا
على العرب وحدهم
، ولكنه تناول
باعجازه كل
الموجودين : اهل
الكتاب الذين
رفضوا أن يؤمنوا
بالقرآن وبمحمد
(عليه الصلاة
والسلام ) ، والكافرون
المحاربون للاسلام
في الجزيرة
العربية ، والكافرون
خارج الجزيرة
العربية ، ليشمل
بذلك كل الطوائف
المحيطة وكل
الديانات الموجودة
وقت نزول القرآن
ويتحدى أهل الكتاب
والكافرين .
ان
القرآن الكريم
لم يقتصر وقت
نزوله على المعجزة
اللغوية فقط
ـ وهي معجزة
العرب ـ ولكنه
تجاوزها الى
اعجاز لغير
العرب ، اعجاز
كان يجب أن يلتفت
اليه هؤلاء ،
ولو التفتوا
لآمنوا ، لأن
الكلام لايمكن
أن يكون الا من
عند الله . ولو
لم يكن من عند
الله لوجدوا
فيه اختلافا"
كثيرا" .. وكل المعجزات
التي حدثت لايمكن
أن يأتي بها
الا الله سبحانه
وتعالى . |