البــدايـــة

القــرآن الكـريــم

الحديث النبوي الشريف

المكتبـه العـامـــه

تحدثنا عن معجزات رسول الله (عليه الصلاة والسلام) وكيف أنها متجددة على مر الزمن والمعجزة الكونية ـ كما قلنا ـ هي خرق لنواميس الكون ، لتثبيت المؤمنين الذين كانوا في وقت الدعوة مع رسول الله (عليه الصلاة والسلام) ولكن الله جل جلاله شاء أن تبقى معجزات رسول الله (عليه الصلاة والسلام) حتى بعد انتقاله الى الرفيق الأعلى ، فخرق له قوانين الزمن المستقبل ، وعلمه من أنباء الغيب ، ومما سيحدث مايؤدي مهمة المعجزة لأجيال كثيرة .. وأوردنا أمثلة لهذه المعجزات التي كلما تحققت ثبت ايمان المؤمنين ، ولفتت الكفار الى صدق بلاغه (عليه الصلاة والسلام) ليقول كل من التفت ورأى صدقها : إنه  حقا"رسول  الله ، وهذا الدين حق .
ونحن  نتذكر نبوءة بعد أخرى تتحقق أمامنا ، وكأن رسول الله (عليه الصلاة والسلام) مازال مقيما" بيننا .
وقلنا إن رسول الله (عليه الصلاة والسلام) جاء رحمة للعالمين ، ومعنى ذلك أن كل الأجناس التي خلقها الله تنالها هذه الرحمة وكل أجناس الكون تشهد بأنه رسول الله.
وقبل أن نبدأ الحديث عن المعجزات الكونية لرسول الله ( عليه الصلاة والسلام ) سنتناول آية كونية حدثت هي انشقاق القمر .
والقصة أن أهل مكة سألوا رسول الله( عليه الصلاة والسلام) ان يريهم آية ، وكان ذلك قبل الهجرة بخمس سنين ، فقالوا له : إن كنت صادقا" فشق لنا القمر فرقتين ! فسأل رسول الله (عليه الصلاة والسلا) ربه أن يعطيه هذه الآية فانشق القمر ، فلقة دون الجبل ، وفلقة خلف الجبل ، ورسول الله (عليه الصلاة والسلام) ينادي : يافلان يافلان اشهدوا ، وكان انشقاق القمر في ليلة الرابع عشر ، ومدة الفلق كانت بقدر مابين العصر الى الليل (أي أنها استمرت ساعات ) .
ولكن : هل أسلموا بعد أن تحقق أمامهم ماطلبوه ؟! لا.. لقد قال الكافرون : سحرنا محمد ! فقال رجل منهم وهو أبو جهل : إن كان سحرنا فإنه لن يستطيع أن يسحر الأرض كلها ، فاسألوا من يأتيكم من بلد آخر ، فإن كانوا قد رأوا مارأيتم فقد صدق ، وإن لم يكونوا رأوا مارأيتم فهو سحر .
فخرج كثير من بني قريش إلى مداخل مكة ووقفوا ينتظرون القادمين من السفر ، وسألوهم عن انشقاق القمر ، فقالوا رأيناه فلقتين .. فماذا قال الكفار ؟! قال هذا سحر مستمر !