|
|
|
|
|
|
معجــزات الرســــول-
صلى الله عليه وسلم |
|
|
|
|
|
|
|
للامام الشيخ المرحوم
محمد متولي الشعراوي
|
|
|
|
|
|
أنين
الجذع في المسجد
نأتي
إلى معجزة أخرى
من معجزات رسول
الله عليه الصلاة
والسلام وهي
فوق الحصر ،
معجزة حنين جذع
النخلة .
روى
الأئمة البخاري
والترمذي وأحمد
والشافعي وغيرهم
ان النبي عليه
الصلاة والسلام
كان يخطب مستندا"
إلى جذع نخلة
، فقط المسجد
مسوفا" بالجريد
، وكانت الجذوع
له كالأعمدة
، فقال تميم
الداري : يارسول
الله هل لك أن
نجعل لك منبرا"
تقوم عليه يوم
الجمعة فيسمع
الناس خطبتك
؟ فقال النبي
عليه الصلاة
والسلام : نعم
.. فصنعوا له منبرا"
من ثلاث درجات
.
ولما
كان يوم الجمعة
صعد رسول الله
عليه الصلاة
والسلام المنبر
فأن الجذع الذي
كان يخطب عليه
كما يئن من أصابه
فقد أو مكروه!!
فنزل رسول الله
صلى الله عليه
وسلم لما سمع
أنين الجذع فمسحه
بيده فسكن ثم
رجع الى المنبر.
هذه
أحدى معجزات
رسول الله صلى
الله عليه وسلم
مع الجماد ،
وعلينا أن نفهمها
من منطلق رسولنا
الكريم أُرسل
رحمة للعالمين
، أي هو رحمة
لكل من هم دون
الله تعالى
، وكان وقوف النبي
وهو يخطب مستدا"
إلى الجذع ، يصيب
هذا الجذع برحمات
واشراقات ، فلما
صعد رسولنا الكريم
على المنبر
أن الجذع أنينا"
شديدا" ، لأن سيد
الخلق ورحمة
الله للعالمين
تركه وصعد إلى
المنبر .. فكيف
لايئن ؟! فنزل
رسول الله عليه
الصلاة والسلام
، ومسح بيده على
الجذع ، فأصابته
الرحمة فسكت
.
قد
يقول بعض الناس
: هل الجماد يحس
؟! وهل تريدون
أن تفهمونا أن
الجماد يبكي
ويضحك ؟! نقول
لهم : اقرأوا
قول الحق سبحانه
وتعالى :
{ كم
تركوا من جنات
وعيون *وزروع
ومقام كريم*
ونعمة كانوا
فيها فاكهين*
كذلك وأورثناها
قوماً أخرين*
فما بكت عليهم
السماّء والأرض
وما كانوا منظرين
} .
(الآيات 25 ـ 29 من سورة الدخان)
وهكذا
نعرف أن الجماد
له عواطف ، وأنه
يبكي وإن كنا
لانسمع بكاءه
، والرسول عليه
الصلاة والسلام
أخبرنا بقوله
المروى عن
أنس بن مالك رضي
الله عنه أنه
قال : (مامن عبد
إلا وله في السماء
بابان ، باب
يخرج منه رزقه
،وباب يدخل منه
عمله وكلامه
، فاذا مات فقداه
وبكيا عليه
) .
وسئل
الامام علي
رضي الله عنه
هل تبكي السماء
والأرض على
أحد ؟! فقال : انه
ليس من عبد إلا
له مصلى في الأرض
مصعد عمله في
السماء ، ثم
قرأ قوله تعالى
: (
فما بكت عليهم
السماء والأرض) وأن آل فرعون
لم يكن لهم عمل
صالح في الأرض
ولا عمل يصعد
في السماء فلم
تبك عليهم السماء
والأرض .
فإذا
كان هذا يحدث
، فكيف لايبكي
الجذع على مفارقة
رسول الله عليه
الصلاة والسلام
.
وما
الغرابة في
ذلك ؟ أليست مهمة
رسول الله صلى
الله عليه وسلم
هي اعادة انسجام
هذا الكون كله
مع خالقه ؟
وروى
الترمذي عن الامام
علي كرم الله
وجهه قال : كنت
أمشي مع النبي
صلى الله عليه
وسلم بمكة ،
فخرجنا بعض نواحيها
؟ فما استقبله
حجر ولا شجر
إلا قال السلام
عليك يارسول
الله ؟
وهنا
نتساءل : هل فهم
علي رضي الله
عنه لغة الأشجار
والأحجار حتى
يعلم أنها كانت
تسلم على رسول
الله عليه الصلاة
والسلام ؟! نقول
نعم . وإلا ماكان
رواها . وكيف
يروي شيئا" يجهله
.
الله
سبحانه وتعالى
علم عليا" رضي
الله عنه وكرم
الله وجهه في
هذه اللحظة لغة
الأشجار والأحجار
، كما علم الصحابة
الذين شهدوا
هذه المعجزات
الحسية منطق
هذه الأشياء
كل بقدر مشاهدته
وبقدر مايجعله
يفهم المعجزة
التي حدثت أمامه
، فهو جل جلاله
لم يعلمهم إلا
بالقدر اللازم
لفهم المعجزة
. |
|
|
|
|
|
|
|
|
|