في عالم الذر .. كانت
المشاهدة
لقد أشهد الله جميع خلقه على نفسه منذ البداية
ولم يتخلف عن تلك المشاهدة مخلوق سابق أولاحق ،
ولولا هذه المشاهدة لما استطاع إنسان أن يستوعب
قضية الإيمان بالغيب وفي قمتها الإيمان بوجود إله ..
لماذا ؟ لأن العقل الإنساني لايمكنه إدراك مدلول
الأسماء المجردة إلا بالرؤية .
إنك لن تعرف معنى الجبل إلا أذا رأيته أو صعدته ،
ولاتعرف معنى البحيرة إلا إذا شهدتها أو رأيت صورة
لها ، والله سبحانه لم يشهده إنسان ولا يتسع له عقل
.. ومع ذلك فإنك حين يذكر اسم الله ، فإنك لاتجد
صعوبة في إدراك المعنى ، وأنه تلك القوة الكبرى
التي خلقت وأوجدت وأعطت ورزقت ، وحين تتعبد لله تحس
بالصفاء يملأ قلبك ، هذا كله يعني أن الله أشهدنا
على نفسه في عالم الذر عند خلق آدم ، وأننا لانعرف
أنه موجود وموجد كل شيء ، وهذا مانسميه الفطرة
الإيمانية .
إننا نولد وفينا فطرة الإيمان
التي تملأنفوسنا وقلوبنا ، فتجذبنا إلى الخالق
الأعلى ، وفطرة الإيمان هذه موجودة في كل مولود
يخبرنا عنها رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) بقوله :
" كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو
ينصرانه أو يمجسانه " (أي يجعلانه مجوسياً )
|