الموت والحياة .. قوانين
الانسان عندما ينام ينتقل من قانون ، فهو في
حالة اليقظة ، تحكمه قوانين محددة .. إنه يرى
الأشياء المادية ، ويمضي حياته في حركة الحياة
بعقله ، ذلك هو العالم المشاهد للإنسان ، العالم
الذي نعرفه جميعاً وتشترك فيه البشرية كلها ، لكن
عندما ننام .. نصبح في عالم آخر ، لايخضع للعقل ولا
للمنطق ولا لمشاهد الدنيا فنحن نخرج للزمن فلايحس
الإنسان بالوقت وهو نائم ، لذلك إذا لم يلجأ إلى
آلات قياس الوقت أو إلى الظواهر الطبيعية ، كأن
يكون قد نام نهاراً ثم أظلمت الدنيا ، أو نام ليلاً
ثم جاء ضوء الشمس لو لم يلجأ إلى هذه الأشياء ، فإنه
لايعرف الوقت الذي قضاه في النوم .
فالنوم يجعل الإنسان خارجاً عن نطاق هذه الدنيا
لايحس بها ولا يعرف شيئاً عنها منفصلاً تماماً ،
وكما هو منفصل عن أحداث الدنيا ، فإنه أيضاً منفصل
عن قوانينها ، إنه يرى في الأحلام وعيناه مغمضتان ،
ويجري وقدماه في السرير لاتتحركان ويسقط من فوق جبل
عال فلايصاب بشيء ، ويرى نفسه وهو يطير في الهواء
أوتخسف به الأرض ويحس وهو نائم ، فقد يبكي وقد يضحك
، وقد يأتيه كابوس يجعله يصدر أصواتأً مزعجة ، أو
يقوم من نومه فزعاً .
إنه أثناء النوم لايخضع لقوانين العقل ولا
المنطق ولا القوانين التي تحكمنا في عالم المشاهدة
، فإذا قلت لإنسان مثلاً أنك ذهبت إلى أمريكا وعدت
عشرين مرة في ليلة واحدة ، هل يملك أن يكذبك ؟
الجواب لا . وإذا قلت له أنك في منامك قد تحدثت إلى
فلان وفلان اللذين انتقلا إلى رحمة الله منذ فترة
طويلة ، أيمكن أن يكذبك ؟ الجواب لا .
|