الجماد يبكي .. ويسمع
ويتكلم إذن هناك حركة في الجماد لاتلحظها العين ولانعرف
عنها شيئاً ،ولكنها تتم ليؤدي الجماد مهمته في
الحياة ككائن حي وليس كجماد ميت ، نحن نقول إن
الجماد لاحياة فيه ، ولكن هذا الجماد الذي ندعي أنه
لاحياة فيه ، له عواطف ولكننا لانعرفها ، واقرأ قول
الحق سبحانه وتعالى :
{ فما بكت عليهم السماّء
والأرضُ وماكانوا منظرين } . (سورة الدخان ) إن الأرض والسماء لهما عواطف ، وهما تبكيان وربما
تضحكان ، وإن كنا لاندرك ذلك ونظن أنها جامدة لاتحس
ولاتبكي ، والأرض والسماء لهما آذان يسمعان كلام
الله ويفهمانه ويردان عليه ، كما يخبرنا رب العزة
سبحانه وتعالى في كتابه العزيز :
{ ثم استوىّ إلى السماّء
وهي دخانٌ فقالَ لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً
قالتاّ أتينا طاّئعين } . (سورة فصلت ) لقد توجه الله بكلامه إلى السماء والأرض ففهمتا
مراده عز وجل وتكلمتا بلغة لايعلمها إلا الله ،
وإذا كان الأمر كذلك .. فلا يحق لنا أن نقول الأرض
صماء والسماء كذلك ، بل إن الأرض لها مايشبه الأذن
تسمع بها وتستجيب ، واقرأ قوله تعالى :
{ إذاّ السماّءُ انشقت *
وأذنت لربها وحقت * وإذا الأرض مدت * وألقت مافيها
وتخلت * وأذنت لربها وحقت } . ( سورة الانشقاق ) مامعنى أذنت ؟ معناها أنها سمعت بأذانها ، أي أن السماء لها
أذان تسمع بها ، والأرض لها أذان تسمع بها ، فإذا
قال الله لهما سمعتا وأجابتا ، كل هذا لانعلم عنه
نحن شيئاً . كذلك يبين الله لنا أن في هذا الجماد عاطفة وخشية
لله أكثر من عاطفة وخشية قلب الإنسان ، يقول الله
سبحانه وتعالى :
{ ثم قست قلوبكم من بعد
ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوةً وإن من الحجارة لما
يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه
الماّء وإن منها لما يهبط من خشية الله } . ( من الآية 74سورة البقرة } وهكذا نرى أن للجماد ألوانا من الحياة ذكر بعضها
في القرآن الكريم ، وكنا لانعرف عنها شيئاً ، وجاء
بعضها في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
الحصى وهو يسبح بين يديه ، وكانت الجبال تسبح مع
داود عليه السلام ، وفي ذلك يقول القرآن الكريم : { وسخرنا مع داوود الجبال
يسبحن والطير وكنا فاعلين } . (من الآية 79 سورة الأنبياء )