كنا .. قبل أن نكون قبل أن نأتي إلى هذه الحياة كنا مخلوقين . بدليل
أن الله سبحانه وتعالى كلمنا وأشهدنا على أنفسنا
وأخذ علينا العهد .. ولكنا كنا مخلوقين في عالم
الموت .. ثم اانتقلنا بأمر الله سبحانه وتعالى وإذنه
إلى عالم الحياة .. فأصبحنا بعد أن كنا أمواتاً ..
أحياء .. كيف ؟ لقد إنتقلنا من عالم الموت إلى عالم الحياة
الدنيا ـ كما قلنا ـ حي وبمجرد انتقالنا من عالم
الموت إلى عالم الحياة جعلنا أحياء .. وعندما نغادر
هذه الدنيا ننتقل مرة أخرة من عالم الحياة إلى عالم
الموت .. ثم نبعث فننتقل من عالم الموت إلى عالم
الحياة . ليس معنى ذلك أن الموت عدم .. ولكن معناه أننا
انتقلنا من عالم له قوانينه ، إلى عالم آخر له
قوانينه .. هذا الانتقال لايتم لأي خلق من خلق الله
إلا بإذن الله سبحانه وتعالى .. لقد انتقلنا من عالم
الذر إلى عالم الحياة .. أي كنا أمواتاً وأصبحنا
أحياء .. ثم انتقلنا من عالم الحياة الدنيا إلى عالم
البرزخ .. فعدنا مرة أخرى أمواتاً .. ثم نعود مرة أخرى
إلى عالم الحياة ساعة البعث للحساب . إن أحداً لايستطيع أن يقول .. اننا في حياة الرزخ
ليس لنا إدراك ، لا . إن لنا إدراكاً .. لكن من نوع خاص
.. إننا ندرك أشياء ونعقل أشياء .. وحين يحتضر
الإنسان تنكشف عوالم الغيب ويرى ماكان مستوراً ..
فيطلب الله أن يعود إلى الدنيا مرة أخرى .. لأنه رأى
الجزاء .. رأى الجنة والنار .. رآهما يقيناً .. إقرأ
قوله سبحانه وتعالى :
{ حَتىّ إِذَا جَآءَ
أَحَدَهُمُ المَوْتُ قَالَ رَب ارْجِعُونِ *
لَعَليّ أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاّ
إِنهَا كَلِمةٌ هُوَ قَآئِلُهَا وَمَن وَرَآئِهِم
بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ *} . (سورة المؤمنون) إن الإنسان في هذه اللحظات يعلم يقيناً أين مصيره
ـ مؤمناً كان أو كافراًـ يعرف إن كان مقعده في الجنة
أو مقعده في النار والعياذ بالله .. انه هو يدرك أن
مشورا حياته لم ينته بموته .. بل يعرف يقيناً أنه
ذاهب إلى عدم بعده وجود .. وإلا لما طلب من الله أن
يرجعه ليعمل عملاً صالحاً .. إمتداد الوجود هذا يأتي
يقيناً ونحن في عالم الموت .. وتأتي للإنسان أشياء
كثيرة يقينية .. وهو يعلم مثلاً أنه لاهروب من قدر
الله .. وأنه سيعود إلى الحياة مرة أخرة .