من يعد لنا الطعام ؟ إنني لكي أقوى علىأداء الصلاة .. أنا محتاج لما
يقيم أودي .. للقمة أكلها حتى أستطيع الركوع والسجود
.. لقمة تعطيني القوة لافعل ذلك .. إن هذا الرغيف الذي
أشتريه من البقال وراءه قصة طويلة من العمل ابتداءً
من الذي زرع القمح ، إلى الذي طحنه وجعله دقيقاً ،
وإلى الذي عجنه ثم خبزه ، وإلى الذي جاء به إلى
البقال لأشتريه . وهكذا نرى أن مانحتاجه لنؤدي الصلاة هو كمية عمل
هائلة .. فإذا جلسنا جميعاً في المساجد نصلي ولا
نفعل شيئاً غير ذلك .. فمن الذي يأتينا بقطعة قماش
نستر بها عوراتنا وبرغيف خبز نقيم به حياتنا ؟! إن
مالايتم الواجب إلا به فهو واجب .. ولذلك فإن
العبادة تشمل كل حركة في الكون .. ومادام الله
سبحانه وتعالى يريد الإنسان عابداً .. فهو يريده
عابداً في الطريق .. عابداً في كل حركة حياته ..
الإسلام حث على الأداب العامة وجعل أدبا حتى للطريق
. إن الله سبحانه وتعالى وزع الثواب على حركة
الحياة كلها .. لأن المنهج يشمل كل هذه الحركة ..
فيجعل ثواباً لمن يزور المريض ، ومن يحكم بين الناس
بالعدل ، ومن يحسن معاملة جاره ، ومن يرفع الأذى عن
الطريق ، من يعين عاجزاً على عبور الطريق ،
ومن ينفق على بيته وأولاده ، ومن يقضي حاجات الناس ،
ومن يزيل ظلماً ، وصاحب الكلمة الطيبة ، وصاحب
النصيحة ، والساعي في سبيل رزقه ورزق أولاده ، ومن
ينهي عن المنكر ويأمر بالمعروف .. كل هذا وعشرات
الألوف من الأعمال لاتدخل في أركان الإسلام ، ولكن
عليها ثواب عظيم . إننا حين نقصر أعمالنا علىأسس الإسلام الخمسة ..
نحرم أنفسنا من 90% من الثواب الذي أعده الله لنا على
حركة الحياة .. ومادام الحق سبحانه قد قال "وما
خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " .. فلابد أن كل
منهجه عبادة .. والمنهج يحكم حركة المؤمن في الكون ..
فكل حركة في الكون عبادة مادام قد قصد بها وجه الله .