المنهج قبل الخلق الله سبحانه قبل أن يخلق الإنسان وضع له المنهج
وحدد له مهمته في الحياة .. لأن كل من يصنع شيئاً
لابد ـ كما قلنا ـ أن يحدد الهدف منه أولا .. ومادامت
الحياة هي صلاحية الشيء لمهمته .. فلابد أن نعرف
المهمة التي خلقنا الله من أجلها .. لقد وضع لنا
خالقنا تبارك وتعالى قانون حياتنا ... لنكون صالحين
لتأدية المهمة التي خلقنا من أجلها . ومن العجيب والغريب حقاً أن تكون آفات الكون
مصدرها الإنسان .. لأنه مختار وله عقل يختار البدائل
.. أما المخلوقات الأخرى المقهورة على الطاعة فلا
يتأتى من إفساد . إنها تؤدي مهمتها التي خلقت من أجلها قهراً دون
اختيار .. ولكن الذي يفسد الحياة ويفسد الكون هو
مايتدخل فيه الإنسان باختياره .. الله تبارك وتعالى يريدنا في الحياة الدنيا .. أن
نتبع منهج خلقنا .. فنكون بذلك قد أدينا مهمتنا
كباقي أجناس الكون .. يقول سبحانه وتعالى :
{ فَإِن تَنَازَعْتُمْ
فِي شَيءٍ فَرُدوهُ إِلَى اللهِ وَالْرَسُولِ } .
(من الآية 59 سورة النساء ) وإذا كان مافي الكون من جماد ونبات وحيوان .. مسخر
لمهمته وهي خدمة الإنسان .. فما هي مهمة الإنسان ؟
مهمته أن يعبد الله .. يقول الله تبارك وتعالى في
الحديث القدسي :
" ياابن آدم خلقت هذا
الكون لك وخلقتك لنفسي فلاتنشغل بما هولك عما أنت
له " . ولكن ماهو جوهر العبادة ؟ هل يريد الله منا أن
نقول سبحان الله طوال اليوم وكفى ؟ لا .. عبادة
الله هي شغل الإنسان بالمهمة التي خلقه الله من
أجلها .. إن كل حركة في الكون عبادة .. ونلجأ إلى
قواعد الإسلام الخمسة لشحن ( البطارية ) الإيمانية
الموجودة في داخلنا .. ولذلك يكون معنى : "يعبدون
" .. يطيعون الله في كل المنهج .