سر الحياة .. ونهايتها نقول إن الله سبحانه وتعالى احتفظ لنفسه بسر
الحياة فلا خالق غيره .. واحتفظ لنفسه بعوامل
إستمرار الحياة .. وهي تتمثل في الهواء والماء
والطعام .. فالله جل جلاله هو خالق الغلاف الجوي .. أي
أن الهواء الذي نتنفسه جميعاً ليس من صنع بشر ..
ولكنه من صنع الله سبحانه وتعالى .. وكذلك الماء
الذي نشربه من صنع الله تبارك وتعالى . إن عملية انزال المطر بداية من البخار الذي يحدث
بأشعة الشمس .. إلى تكثيف هذا البخار في طبقات الجو
العليا .. ثم تكوين السحاب ثم الرياح التي تدفع
السحاب إلى حيث يشاء الله لينزل المطر .. كل هذا من
صنع الله سبحانه وتعالى . ونقول لهؤلاء الذين يقولون إن الإنسان ينزل
المطر : لن ندخل معكم في جدل .. إن العالم ملئ
بالصحاري .. والله سبحانه وتعالى خلق الأنهار التي
تمتد ألوف الكيلومترات .. وأوجد لها من عناصر المياه
مايكفل استمرار جريانها .. لانريد منكم أن توجدوا
لنا نهراً .. ولكن كل مانريده يامن تدعون أنكم
تنزلون الغيث .. كل مانطلبه منكم هو ترعة صغيرة وليس
نهراً .. مجرد ترعة صغيرة في الصحراء عندما تنجحون
في ذلك تعالوا وادعوا أنكم تنزلون المطر .. أما قبل
ذلك فلا كلام لكم عندنا .. إنا لانريد أن ندخل في مناقشة كلامية بلا موضوعية
.. فقد تعبنا من السفسطة .. إن خالق الطعام هو الله
سبحانه وتعالى .. هو الذي يمده بالماء وعناصر التربة
اللازمة له .. فالحبة فيها من إعجاز خلق الله أنها
تعتمد في غذائها على مخزون للغذاء موجود في نفس
الحبة .. فيظل هذا المخزون يغذي الحبة حتى تنبت لها
أوراق تتنفس بها .. وجذور تمتص الطعام من الأرض . أن أحداً لايستطيع أن يدعي أنه خلق الحبة الأولى
لكل ماهو موجود في هذا الكون .. فالحبة الأولى من
القمح مثلاً خلقها الله .. ثم بعد ذلك إنتقلت من
جيل إلى جيل .. وكذلك كل مافي الأرض .. والإنسان
يستطيع أن يطور النوع ليحصل على محصول جيد .. وأن
يزيد الإنتاجية .. ولكن البداية تبقى دائماً لله ..
فالإنسان لايستطيع أن يخلق حبة واحدة . إن عوامل إستمرار الحياة كلها من الله سبحانه
وتعالى .. والله يقول عن هذا الخلق :
{ أَفَرَءَيْتُم
ماتُمْنُونَ * ءَاأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُّ أَمْ
نَحْنُ الخَالِقُونَ * } . (سورة الواقعة) إن هذه النطفة هي من أسباب الخلق .. فالله سبحانه
وتعالى هو الذي خلقها وأوجدها .. وجعل الحياة فيها
مستمرة منذ عهد آدم حتى يوم القيامة .. يقول الحق جل
جلاله :
{ أَفَرَءَيْتُمُ
الْمَاّءَ الذِي تَشْرَبُونَ * ءَأَنتُمْ
أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ
المُنزِلُونَ * } (سورة الواقعة) الله سبحانه وتعالى يريد أن يلفتنا .. إلى أن
إنزال المطر بيده وحده .. وكل مايقال عن غير ذلك
لاأساس له من الصحة .. إنه سبحانه وحده القادر
على أن يسقينا من الملح ماءً عذباً فراتاً .. وفي
هذا يقول الحق عن الزرع في آياته المحكمات :
{ أَفَرَءَيْتُم
ماتَحْرُثُونَ * ءَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُّ أَمْ
نَحْنُ الزارِعُونَ * } . وهكذا فإن مهمة الإنسان هي الحرث فقط . والحب الذي
يزرع إنما هو خلق مباشر من الله .. والماء الذي يسقى
به الزرع من الله كذلك ، ودورة حياة النبات حتى يصبح
شجرة ثم يعطي ثماره هو من الله .. ونحن نلقي الحبة في
الأرض .. ثم نجلس وننتظر حتى تصبح شجرة مثمرة .. وليس
لنا في نموها ولافي دورة حياتها عمل .. ثم بعد ذلك
تخرج الثمار فنجنيها .