دورتا الخلق : موت وحياة ونأتي بعد ذلك إلى نهاية الحياة .. ونهاية الحياة
أيضاً هي من الله .. فلا أحد يستطيع أن يعطي الخلود
لنفسه أو لغيره .. والله سبحانه وتعالى يقوله لرسوله
صلى الله عليه وسلم :
{ وَمَا جَعَلْنَا
لِبَشَرٍ مِن قَبْلِكَ الخُلْدَ أَفَإِيْن مِت
فَهُمُ الخالِدُنَ * } . (سورة الأنبياء) إن كل ماتوصلت إليه الدنيا من إرتقاءات حضارية
وعلوم وتكنولوجيا تقف عاجزة أمام الموت .. وإن كانت
هناك أسباب ظاهرية يتحدث عنها الناس .. فإن الحقيقة
التي لاجدال فيها هي أن الإنسان يموت لالشيء إلا
لأن أجله قد انتهى . ولكن بقيت نقطة لابد أن نناقشها .. إن الله سبحانه
وتعالى يقول :
{ يُخْرِجُ الْحَي مِنَ
الْمَيِتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِتِ مِنَ الْحَيِ } .
( من الآية 95 سورة الأنعام ) هذه الآية الكريمة .. حاول بعض العلماء أن يفسرها
تفسيراً ساذجاً ..بأن الله يخرج البيضة من الفرخة
والبيضة ميت .. وهكذا يخرج الميت من الحي ، ويخرج
الحي من الميت أي يخرج الكتكوت من البيضة .لقد سبق
أن تحدثنا عن هذه النقطة وقلنا إن هذا التفسير ساذج
.. لأن كل مافي هذه الحياة الدنيا حي ..وله حياة
تناسبه حتى الجماد .. وإذا كان كل مافي هذه الدنيا له
حياة .. فمن هو الميت الذي سيخرج منه الحياة ؟ نقول إن مرحلة الموت سابقة ولاحقة ، بمعنى أننا
كنا أمواتاً قبل أن نأتي إلى هذه الدنيا .. وعندما
نأتي تبدأ دورة الحياة ثم نعود أمواتاً مرة أخرى . إذن فكل مافي هذا الكون بين دورتي الخلق : (الموت
والحياة ) .. فالله سبحانه وتعالى يقول :
{كَيْفَ تَكْفُرُونَ
بِاللهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُم
يُمِيتُكُمْ ثُم يُحيِيكُمْ ثُم إِليهِ
تُرْجَعُونَ * } . (سورة البقرة) إن كل شيء حي له مهمة في الحياة الدنيا .. فإذا
انتهت هذه المهمة خرج من الحياة الدنيوية وأصبح
ميتاً .. الشجرة مثلاً إذا أعطت كل مافيها من
ثمار تموت وتخرج من الحياة لأنها مثلاً إذا أعطت
كل مافيها من ثمار تموت وتخرج من الحياة لأنها أدت
مهمتها .. وكل حيوان له مهمة في الحياة ثم يخرج منها
إلى عالم الموت .. وكذلك الإنسان له مهمة في هذه
الحياة .. وهي فترة الإختبار التي قدرها الله له ..
وبعد أن يختبر مرة ومرات تنتهي الحياة بالنسبة له ،
لأن المهمة التي جاء من أجلها إلى الحياة قد إنتهت . ونعود لنتساءل : إذا كان كل مافي الحياة الدنيا حي
فأين هو الميت ؟