الحياة من ذكر وأنثى الله سبحانه وتعالى حين خلق هذه الحياة وضع لها
قوانينها ومن هذه القوانين أن الحياة لاتنشأ إلا من
ذكر وأنثى .. وأن كل مخلوق منهما خلقا مستقلاً عن
الآخر .. الإنسان .. والنبات .. الحيوان وكل أجناس
الأرض مخلوقة من ذكر وأنثى .. والذكورة والأنوثة ـ
في تلك المخلوقات ـ تكون مستقلة في مخلوقين .. وليس
هناك شيء ينشأ عن شيء آخر كما تقول نظرية داروين
..واقرأ قول الحق سبحانه :
{ وَمِن كُل شَيْءِ
خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلكُمْ تَذَكرُونَ * } .
(سورة الذاريات ) لكن هناك زوجية كانت موجودة .. ولكن لم نكن نعرفها
وعرفناها أخيراً .. عرفنا في الكهرباء أنه لابد من
وجود سالب وموجب حتى تنطلق الشرارة .. ولو كان
القطبان سالبين أو موجبين لاتتواجد الكهرباء أبداً
، كما عرفنا أن السحاب يتكون من ذكر وأنثى .. عندما
يلتقيان ينزل المطر .. وعرفنا أيضاً أن في الذرة
يوجد سالب وموجب .. وهناك أشياء لم نعرفها بعد ..
ولكننا حينما يكشف الله لنا أسرارها سنعرف أن كل
أجناس هذا الكون بلا استثناء من ذكر وأنثى . لكن .. هناك قضيتان أساسيتان حكم الله سبحانه
وتعالى فيهما ، وطلب منها ألا نخضعهما لعقولنا أو
نفكر فيهما .. لأن العقل لايمكن أن يصل فيهما إلى علم
.. القضية الأولى هي أنكم لن تعرفوا كيف نشأ الكون ..
والقضية الثانية لن تعرفوا كيف خلقتم .. ونقول لأصحاب النظريات الخاصة ببدء الخلق وكيف
كان شكل الكون قبل بدء الحياة .. مم استقيتم هذه
النظريات وممن أخذتم هذه المعلومات ؟! أشهدتم خلقهم
.. أم جاءكم من العلم مالم يطلع عليه الآخرون ؟! إن
الذين يقولون إن الإنسان أصله قرد .. مخطئون .. وكل من
يتعرض للخلق وأصل الكون .. مخطئ .. مهما جمع من
أدلة زائفة لاتتعدى الحدس والتخمين . ونوجز مافصلناه فنقول : إن الله سبحانه وتعالى
خلق هذا الكون ليكون ساجداً مسبحاً له سبحانه .. وأن
الكون كله طائع لله عن قهر .. ولكن الله تبارك وتعالى
يريد أن يُعْبَد عن محبوبية .وأن الله سبحانه
وتعالى قد وضع منهجاً .. جاءت به الرسل يشمل كل حركة
في الحياة ، وأن العبادة ليست هي الصلاة والزكاة
والصوم والحج فقط .. ولكن كل حركة من حركات الحياة هي
عبادة وهي منهج . والله يطلب منا التحرك في الحياة وعمارة
الأرض .. ولكي نقيم عبادة الصلاة مثلاً لابد من حركة
حياة واسعة .. تشمل جوانب كثيرة من الحياة .. فإن الله
تبارك وتعالى لايريدنا أن نقول سبحان الله طوال
الليل والنهار .. ولكن يريدنا أن نعمل ونتحرك .. وأن
مايتم بدونه الواجب فهو واجب . ولقد أفسد الإنسان في الأرض باختياره .. فترك
قوانين الله .. وأخذ يضع القوانين لنفسه .. وأخذت
البشرية الشقاء من قوانين البشر .. وابتعد عن المنهج
ليضع منهجاً بعقله .. وأخذ يجادل ففي الخلق وفي
قضايا لايستوعبها عقله .. لأننا مهما جادلنا في نشأة
الكون وخلق الإنسان . فلن نصل إلى حقيقة . هذا اعن حياتنا الدنيا المحدودة بأعمارنا
القصيرة ، أما الحياة الاخرى .. الحياة الحقيقية
التي لن يعقبها موت او فناء .. حياة الخلود .. فهي
موضوع الفصل التالي .