العقل .. لا والقدرة .. نعم وقد يتوقف من لايؤمن بالغيب قائلاً : أمعقول هذا
!؟ أمعقول أن يؤتى بكل من بين بلايين البشر التي
عاشت وستعيش على الأرض منذ بداية الخلق حتى قيام
الساعة ؟! أمعقول أن يؤتى بكل منا هو بذاته .. مع أن
الأرض تأكل الأجساد .. وتمحوها ولا يبقى من الإنسان
شيء ؟! نقول إننا حين نتحدث عن قدرة الله لانحكم العقل
أبداً لأن الله سبحانه وتعالى فوق قدرات العقول ،
وليس كمثله شيء ، وكل صفاته وقدراته هي أيضاً فوق
قدرات العقول .. ولكن كل إنسان منا مخلوق بميزان
دقيق جداً لايختل أبدا ولايضيع . الله سبحانه وتعالى ـ رحمة بعقولنا ـ أودع في هذا
الكون من الأسرار التي كشفها لنا مايقرب من عقولنا
قضايا الغيب الهائلة .. حتى لانضل ونشقى . الإنسان في أصله نطفة ، والبشرية كلها كانت في
ظهر آدم .. ذلك أن هذه النطفة في غاية الدقة . . حتى
أنها لاترى بالعين المجردة .. ويكفي لتعرف مدى دقة
الخلق .. أن نتصور أن البشرية كلها ـ منذ خلق آدم إلى
يوم القيامة ـ كانت موجودة في ظهره .. هذه هي البداية
.. وكل نطفة تمثل حياة الإنسان مكتوب عليها غاية في
القة كل حياته .. عمره وطوله وكل الأحداث التي تقع
عليه .. ذكر أم أنثى ..شقى أو سعيد إلى غير ذلك . ولو أننا عرفنا مفتاح هذه الشفرة ثم أخذناها
ووضعناها في كمبيوتر يحل ألغازها ، لوجدنا أمامنا
في دقائق شكل إنسان وجنسه وقصة حياته كاملة .. وإذا
كانت هذه الحقيقة العلمية قد بدأت تظهر لنا الآن ..
فإنها موجودة منذ خلق آدم .. ولكن الله سبحانه
وتعالى لم يشأ أن يكشف بعض أسرارها إلا في هذا الزمن
. هذه النطفة المختارة بدقة متناهية .. هي التي
تنطلق وتدخل الرحم وتخصب البويضة فيحدث الحمل ..
وتظل الشفرة تعطى ماسجل عليها حتى يأتي الأجل
فتتوقف.