قوانين الله .. وعقل
الإنسان ماذا فعل الإنسان بعد أن جعله الله سيد هذا الكون
وأخضع كل أجناس الكون له ؟ هل أخذ الحياة الدنيا
بمفهومها الصحيح وانطلق يطبق منهج الله ؟ لا.. ترك
منهج الله وأخذ يشرع لنفسه .. فملأ الشقاء الكون من
القوانين البشرية التي اتخذها الناس منهجاً
لحياتهم بدلاً من منهج الله . وشقى الإنسان لأنه ترك
المنهج واتبع عقله . وهناك فرق بين أن يضع لك منهج حياتك عليم حكيم
مطلع على كل شيء .. وبين أن يضعه لك إنسان محدود
القدرة والفهم والعمر .. يعرف أشياء وتغيب عنه أشياء
. إننا نرى أن القوانين الإلهية .. ثابتة لاتتغير
ولا تتبدل ، لأن وضعها يعلم ماسيحدث في الكون كله
حتى قيام الساعة ، فلا يفاجئه حدث ، ولايواجه شيئاً
لم يكن في الحسبان ، لأن الله سبحانه عليم محيط بكل
شيء . ولكن القوانين البشرية ـ لقصورها ـ نراها وقد
امتلأت بالتعديلات والتغييرات ، لاتمر سنوات قليلة
حتى نفاجأ بأن الأمور التي وُضِعَ القانون
ليعالجها لم تحط بها ، وأن أشياء جديدة ظهرت لم نكن
نتوقعها ، فتحدث المعاناة ونقوم بتعديلات جديدة
ظهرت لم نكن نتوقعها ، فتحدث المعاناة ونقوم بتعديل
القانون .. ولكن الذي يعدلونه هم بشر أيضاً .. ولذلك
يعرفون أشياء وتغيب عنهم أشياء ، فيحتاج القانون
إلى تعديل بعد سنوات قليلة .. وهكذا تظل البشرية
تعاني من تعديل القوانين حتى يأتي أمر الله . . إن الشقاء في الكون ناتج عن أننا لم نقم بالمهمة
التي خلقنا من أجلها .. وهي عبادة الله واتباع منهجه
الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .. لأنه
تنزيل من حكيم حميد .لقد تركنا المنهج الذي فيه
صلاحنا وأخذنا نعدل ونتفلسف ويأخذنا الغرور البشري
، ونعتقد أننا أقدر من الله سبحانه وتعالى على
إصلاح هذا الكون .. فأفسدنا كل شيء .. وأضعنا حياتنا ..
أضعنا الهدف منها .. فهذه هي الجريمة الكبرى التي
ترتكبها الإنسانية في حق نفسها .. وحق خالقها . لقد انحرفنا عن الهدف الذي خلق هذا الكون من اجله .. وخلقنا من أجله ..
وأصبحت حياتنا عبثاً .. ومادمنا قد أضعنا الحياة الأولى ، فقد ضاعت الحياة
الثانية .. فالحياة الأولى هي التي تقودنا إلى نعيم الحياة الحقيقية في الآخرة
إذا نحن أدينا مهمتنا في الحياة الدنيا كما أمرنا الله .. ولكن إذا اضعنا
الأولى عبثاً .. وأخذنا نتفلسف ببشريتنا ونحل الحرام ونحرم الحلال .. ونصف
الذين يتبعون منهج الله بأنهم متخلفون متأخرون ، مع أن التخلف الحقيقي هو في
الإبتعاد عن منهج الله .. إننا إن فعلنا ذلك نكون قد أضعنا الآخرة أيضاً